اضطر فاتوس نانو للتخلي عن رئاسة الحكومة الألبانية، إلا أن حزبه الاشتراكي سيبقى في السلطة ويتولى أمينه العام باندلي مايكو تشكيل حكومة جديدة يتوقع ان تضم وزراء من الأحزاب الأربعة المتحالفة مع الاشتراكيين. واعتبر زعيم المعارضة الرئيس الألباني السابق صالح بريشا، ان الاستقالة لم توفر حتى الآن مطالب المعارضة بتشكيل حكومة موقتة تشرف على انتخابات مبكرة "إلا أنها أوجدت مجالاً لقيام حوار بين الفئات السياسية الألبانية". وجاءت استقالة نانو اثر ضغوط محلية ودولية استمرت أكثر من أسبوعين جعلت قياديين بارزين في الحزب الاشتراكي يتمردون عليه ويطالبونه بضرورة الانسحاب من السلطة "حسماً للأوضاع المتردية التي وضعت البلاد على شفير الحرب الأهلية". وينتمي باندلي مايكو 31 عاماً المرشح لخلافة نانو، إلى جنوبألبانيا أسوة بغالبية زعماء الحزب الاشتراكي. ونقلت عنه اذاعة تيرانا أمس الثلثاء أنه "سيحتفظ بالائتلاف الحكومي الذي كان قائماً برئاسة نانو ويبقي على معظم الوزراء الذين عملوا في الحكومة المستقيلة". وأبلغ مصدر ألباني مطلع "الحياة" عبر مكالمة هاتفية من تيرانا، ان اتصالات بدأت مع بريشا وعرض عليه الرئيس رجب ميداني المشاركة في حكومة وحدة وطنية بنسبة تتفق مع 37 مقعداً تملكها المعارضة في البرلمان المتكون من 155 نائباً. وأضاف المصدر ان بريشا طلب أن ترأس شخصية مستقلة الحكومة و"ان تكون انتقالية تعمل على إعادة الاستقرار في البلاد وتشرف على انتخابات برلمانية في غضون 6 أشهر". وأشار المصدر إلى أن سفراء الولاياتالمتحدة والدول الأوروبية المعتمدين في تيرانا، يقومون باتصالات مع الأطراف السياسية الألبانية لإنهاء الأزمة الراهنة، و"تتركز ضغوطهم على بريشا أن يقوم بخطوة مقابلة لاستقالة نانو ويوقف التظاهرات للمساهمة في توفير أجواء هادئة للمفاوضات". وأوضح المصدر ان الانطباع العام في البانيا لا يعتقد بأن استقالة نانو ستحسم الصراعات السياسية في البانيا "لأن أجواء الثقة معدومة بين الاشتراكيين وخصومهم ومن الصعب ايجاد حل يحسم الصراع بين الطرفين على المدى الطويل".