في نطاق موسيقى نساء من ثقافات مختلفة المغنية الجزائرية الشيخة ريميتي حفلة مساء اليوم في قاعة كوين اليزابيث هول، في لندن. اغاني ريميتي لها مستمعون كثيرون في الجزائرمسقط رأسها، وفي فرنسا حيث تعيش. ويبدو من خلال زيارتها الثانية للعاصمة البريطانية ان اغاني "الراي" التي تؤدى بطريقة شعبية مباشرة تستحوذ على اهتمام الانكليز ايضاً. واذا كانت معاني كلمات الاغاني مفهومة يفهمها الى حدّ ما ابناء الشمال الافريقي، فإن الاوروبيين يستهويهم النغم ويجذبهم الصوت وطريقة الاداء. قضت ريميتي اكثر من اربعين عاماً في الغناء الشعبي: عن المرأة ومعاملة المجتمع لها، غالباً من الحب وطرق الاستعباد فيه، احياناً من المحرمات وتعاطي المخدرات. لكن الشيء الذي تبتعد عنه الشيخة هو اعطاء اهمية للموضوع اكثر من الطرب والموسيقى. اسلوبها يجمع بين دمج انغام عدة، واستخدام الصوت بطريقة "موالية" مؤثرة. ولا تستثني الاقتباس من طرب الاعراس التلقائي، في حين تظل قريبة من النموذج الحديث الذي يصدح به الشارع. استمرارها في الغناء في سبعيناتها يدل ايضاً الى تعايشها مع اساليب موسيقية عدة، فقد بدأت اثناء الحرب العالمية الثانية راقصة، ثم تحولت الى الغناء لتشفي نفسها من آلام حب فاشل. فمالت الى استخدام الكلمات الإباحية، ما أدى الى منع اغانيها من الاذاعة والتلفزيون في الجزائر. لكن شعبيتها تجاوزت هذا النطاق. ولا تزال تطرب جمهوراً يهوى الاستماع الى اغان تعبّر عن همومه.