اتهم وزير الحدود والقبائل في حركة "طالبان" المولوي جلال الدين حقاني اميركا "بدفع ايران الى مهاجمة افغانستان حتى لا تنسحب القوات الاميركية من المنطقة أبداً". لكنه حذر من ان على ايران ان تمتنع عن هذا "العمل الأحمق" كما حذر الرئيس الايراني محمد خاتمي من ان بلاده "مستعدة لاستخدام القوة اذا استنفدت الوسائل الديبلوماسية". وفي الوقت نفسه ابدى رئيس الوزراء الافغاني السابق زعيم الحزب الاسلامي قلب الدين حكمتيار، المقيم حالياً في طهران، استعداده للتعاون مع المعتدلين في حركة "طالبان" الافغانية، موضحاً في تصريحات هاتفية خاصة بپ"الحياة" "ان العقبة الأساسية في وجه الصلح في افغانستان هو زعيم الحركة الملا محمد عمر المتشدد الذي يرفض التعاون والتفاهم مع الاحزاب الاخرى". وكشف حكمتيار انه ارسل الى "طالبان" اقتراحات لحل الازمة الافغانية "تنطوي على تشكيل حكومة انتقالية غير حزبية في افغانستان، وتترافق مع اجراء محادثات افغانية تحضرها الفصائل الافغانية كافة من دون وساطة دولية، ثم يصار الى تكوين جيش قومي واجراء انتخابات عامة". وأكد حكمتيار ان الجناح المعتدل في الحركة وافق على هذه المقترحات. ويعد جلال الدين حقاني احد ابرز قادة المجاهدين السابقين منذ الغزو السوفياتي لأفغانستان ويتمتع بقوة وشعبية كبيرتين وسط القبائل البشتونية، ولعل هذا ما دفع "طالبان" الى تعيينه في هذا المنصب. وكان حقاني عقد مؤتمراً صحافياً في كابول، امس، رد فيه على الاتهامات بقتل الديبلوماسيين الايرانيين في مزار الشريف، قائلاً انهم لم يكونوا كذلك ديبلوماسيين وانما جواسيس. في الوقت نفسه اعلن قائد القوات الجوية الايرانية ان حركة طالبان لن تفلت من انتقام ايران لاغتيالها الديبلوماسيين الايرانيين. ونقلت عنه صحيفة "كيهان" قوله: "يجب ان يعرف طالبان المجرمون وذوو الافكار الضيقة ان علينا الانتقام لشهدائنا"، مشيراً الى ان الحركة "لا تستطيع الصمود امام قواتنا وسنلقنها درساً ولن نسمح لهؤلاء التافهين بأن ينالوا من حياة المسلمين وشرفهم"