استقبلت أفغانستان امس جثث ثمانية من رعاياها الذين قتلوا في ايران، فيما شن إمام جامع كابول هجوماً عنيفاً على طهران واتهمها بپ"التواطؤ مع دول كافرة تحاول منع إقامة نظام اسلامي في افغانستان". ودعا كل أفغاني الى ان يكون مستعداً للجهاد ضد الايرانيين. وفي المقابل، شيعت ايران ديلوماسييها السبعة الذين قتلوا على أيدي عناصر غير منضبطة في حركة "طالبان" في مراسم رسمية حضرها مرشد الجمهورية آية الله علي خامنئي وكبار المسؤولين وديبلوماسيون من دول عربية واسلامية. وشهدت مدن ايرانية عدة تظاهرات نددت ب "طالبان" وباكستان والولايات المتحدة التي اعتبرت "رأس المؤامرات" على ايران. وبدا ان وزير الخارجية الباكستاني سرتاج عزيز الذي زار طهران أول من أمس، فشل في اقناع محادثيه الايرانيين بحياد بلاده في الأزمة كما فشل في تخفيف موقف طهران المتصلب والمطالب بتسليمها قتلة ديبلوماسييها لمحاكمتهم. وفي تطور مفاجئ، هاجم الرئيس السوداني عمر البشير بشدة حركة "طالبان" وقال انها تشوّه الاسلام وتنفذ اهدافاً غربية معادية للدول الاسلامية. وأيد البشير ايران في نزاعها مع افغانستان لكنه طالب الطرفين بضبط النفس "لتفويت الفرصة على أعداء الاسلام". وجاء موقف البشير لدى استقباله مستشار مرشد الجمهورية محمد علي تسخيري الذي اعلن ان بلاده "ستلجأ الى الحرب مع افغانستان في حال استنفدت الوسائل السلمية". واتهم تسخيري "طالبان" بتنفيذ "مخططات غربية لإثارة الصراعات بين الدول الاسلامية والنيل من استقرار المنطقة وأمنها". وظهرت أمس أول معارضة من جانب التحالف المناوئ ل "طالبان" لمسألة التدخل الايراني في افغانستان، اذ دعا زعيم الحزب الاسلامي قلب الدين حكمتيار المقيم في ايران الحكومة الايرانية الى عدم مهاجمة افغانستان. وعزا حكمتيار قلق طهران الى الشكوك الايرانية بأن "طالبان" انما تأسست لمواجهة النفوذ الايراني. الى ذلك، يتوقع ان تفرج "طالبان" اليوم عن خمسة من الأسرى الايرانيين السبعين لديها. ويتوجه السفير الباكستاني في افغانستان عزيز خان الى قندهار لتسلم الأسرى الذين سينقلون الى اسلام آباد ومنها الى ايران. ودان زعيم حركة "طالبان" ملاّ محمد عمر أمس قتل المهاجرين الأفغان في ايران. وقدرت مصادره عدد الذين قتلوا ب 65 شخصاً ذهبوا ضحية موجة غضب عارمة نتيجة مقتل الديبلوماسيين الايرانيين في مزار الشريف اوائل الشهر الماضي.