اللقاء الأخير بين ممثل ريتشارد هولبروك، المبعوث الأميركي الخاص الى أفغانستانوباكستان، وممثل قلب الدين حكمتيار، قائد الحزب الإسلامي الأفغاني، هو انعطاف كبير في توجه الولاياتالمتحدة نحو إشراك الجماعات المقاتلة في إنهاء الصراع بأفغانستان. واختيار واشنطن مفاوضة حكمتيار، الرجل الذي اتهمته بالارهاب وخصصت جائزة قدرها خمسة وعشرون مليون دولار لمن يسلمه، يظهر توقها الى الخروج من المستنقع الأفغاني. وحكمتيار إرهابي. وهو مهندس في ال61 من العمر، ويتحدر من ولاية قندوز الشمالية. ومقاتلوه المعارضون للحكومة مسؤولون عن عمليات كثيرة استهدفت القوات الأفغانية والدولية بشمال شرقي البلاد. وطوال اعوام طويلة، رأت واشنطن الى حكمتيار متمرداً شرساً لا أمل في الصلح معه. و «الحزب الإسلامي»، وحزب حكمتيار، كان انشط أحزاب المجاهدين ضد الاحتلال السوفياتي في الثمانينات. وبحسب التقارير، الحزب هذا وثيق الارتباط بالاستخبارات الباكستانية. وذاع صيت رجال حكمتيار بصفتهم أكثر مقاتلي الأحزاب الأفغانية أصولية وتطرفاً. والى اليوم، أخفقت الولاياتالمتحدة في استمالة أبرز القوى الأفغانية، مثل زعماء القبائل و «طالبان» و «الحزب الإسلامي»، إلى المسرح السياسي. ورأى بيتر لي في مقالة نشرت في «ايجيا تايمز»، ان حكمتيار، وبعدما صمد في أعوام الجهاد ضد السوفيات، وفي الحرب الأهلية، وهزم على يد طالبان، ولجأ الى إيران، وعاد إلى أفغانستان على رأس حركة مقاومة، لا يزال الزعيم البشتوني الذي لم يخضع ل «القاعدة»، وفي وسعه التغلب على طالبان. ومقاتلو حكمتيار هم عمود حركة المقاومة الفقري، وعلى رأسها طالبان، على الحدود الأفغانية – الباكستانية. ويسيطر مقاتلو حكمتيار على ولاية كابيسا ووادي تاغاب، على بعد 30 كلم الى شمال كابول. وحاز “الحزب الإسلامي” أربعين مقعداً في البرلمان الأفغاني، ويُعد العدة ليحل محل الرئيس حامد كارزاي في الانتخابات الرئاسية المقبلة. * مدير مكتب الموقع في باكستان، عن موقع «ايجيا تايمز» الهونكونغية، 9/4/2009، إعداد جمال اسماعيل