بغداد، لندن - أ ف ب، رويترز - دعت الصحف العراقية أمس الامين العام للامم المتحدة كوفي انان الى التحرك من اجل تنفيذ اقتراحاته باجراء مراجعة شاملة لعملية نزع الاسلحة العراقية. وأفادت صحيفة "الثورة" الناطقة باسم حزب البعث الحاكم ان على انان "ان يكون فاعلاً اكثر ازاء وعوده" بعد اقتراحاته المتعلقة بالعراق. واضافت "ان وعود انان تستمد قوتها من قناعاته بتعاون العراق ويسري تأثيرها لو نفذت رغبته في اجراء مراجعة شاملة لما تم انجازه من القرار 687" لمجلس الامن. وشددت "الثورة" على "ان انان بدأ تحركه فعلاً بعد دعوة القيادة العراقية"، لكنها اعربت عن خشيتها من "الضغط والابتزاز الاميركي - البريطاني لمنعه من السير باتجاه الانصاف". وكانت القيادة العراقية اعربت في بيان اصدرته الاربعاء الماضي عن املها في "ان يكون الامين العام فاعلاً اكثر ازاء وعوده" وذلك في اشارة الى الوعد الذي قدمه انان في شباط فبراير الماضي بعرض مسألة رفع الحظر على اعضاء مجلس الامن. واكدت "الثورة" ان المراجعة الشاملة لنزع الاسلحة العراقية ستجعل مجلس الامن "يجد نفسه وجهاً لوجه امام حقائق الانجاز الهائل والتضحيات السخية التي قدمها العراق وتحملها". واعتبرت الصحيفة "ان مجلس الامن كي يثبت استقلاليته عن الوصاية الاميركية لا بد ان ينتصر لنفسه اولاً وان يكون منصفاً ازاء حق العراق العادل في رفع الحصار الجائر عن شعبه ويتراجع عن القرار 1194 كي يتمكن من الدخول في حوار متوازن مع العراق". واشارت الى "المتغيرات الايجابية" في مواقف بعض الدول الاعضاء في مجلس الامن، معربة عن الأمل بأن يكون ذلك "مدخلاً لتكريس ارادتها الحرة في مجلس الامن وان يجيء رد الدول الاعضاء في المجلس رداً اجهاضياً لمحاولة اميركا استثمار اوضاع هذه الدول وعبر القرار الجائر 1194 وبما يحقق موقفاً جديداً يفضي الى تراجع مجلس الامن عن قراره المذكور". من جهة أخرى، ذكرت صحيفة "صنداي تلغراف" البريطانية ان سامي صالح الذي كان أحد كبار مساعدي الرئيس العراقي صدام حسين و فرَّ في وقت سابق خلال السنة الجارية أعطى تفاصيل عن شبكة عراقية لتهريب النفط في انتهاك للحظر المفروض على العراق. وأوضحت الصحيفة ان صالح الذي يختبئ حالياً مع زوجته وأولاده الأربعة في بلجيكا أبلغ مسؤولي الاستخبارات الأميركية والبريطانية كيف هرّب العراق النفط عبر حدوده في انتهاك للعقوبات التجارية التي تفرضها عليه الأممالمتحدة منذ عام 1990. وأضافت الصحيفة في تقرير، ان هذا يجعله أهم منشق عراقي يصل الى الغرب منذ أن تولى صدام السلطة قبل نحو 20 عاماً. ونقلت الصحيفة عن مسؤول رفيع المستوى في الأممالمتحدة في نيويورك ان المعلومات التي قدمها صالح مهمة. وأضاف "اعطانا المفتاح الى الشبكة الدولية المحكمة التي انشأها صدام لتجنب العقوبات التي فرضت بعد حرب الخليج ...، لولا معلومات صالح لأصبحنا عاجزين عن التحرك". وأضافت الصحيفة ان صالح كان العقل المدبر لشبكة من شركات تعمل كواجهة في أوروبا والشرق الأوسط لمعالجة تجارة النفط غير المشروعة، لكنه اعتقل في وقت لاحق وسجن قبل فراره. إيران وذكرت ان طرق التهريب اغلقت الآن واغلقت الشركات الواجهة. وأن صالح زعم ان ايران ساعدت في نقل شحنات النفط العراقية عبر المياه الاقليمية الايرانية في مقابل نسبة كبيرة من الأرباح. وأضاف صالح انه نجح في ذلك بتواطؤ من جانب طهران التي كانت تغض الطرف عن نقل النفط العراقي عبر مياهها الاقليمية في مقابل حصولها على عمولة. وأوضح ان عمليات التهريب كانت تناقش على أعلى المستويات، اذ كان أحد أبرز الشركاء شقيق الرئيس الايراني السابق علي أكبر هاشمي رفسنجاني، وكانت تدر مليون دولار يومياً على كل من البلدين. وقال صالح ان صدام خالف أيضاً شروط مفتشي الأسلحة التابعين للأمم المتحدة. وزاد ان "صدام ليس لديه أي نيات للامتثال لفرق التفتيش ... شاهدت صواريخ مخبأة في كل أنحاء العراق. وشاهدتها مخزنة تحت أحواض السباحة وفي المزارع. لا بد أن تبقى العقوبات ما دام صدام في السلطة".