بغداد - أ ف ب - أكدت الصحف العراقية أمس الاربعاء ان العراق غير مستعد لتقديم تنازلات جديدة الى مجلس الامن مقابل اجرائه مراجعة شاملة للعقوبات، لكنها اعتبرت ان الامين العام للأمم المتحدة كوفي أنان قادر على حل الازمة بين العراق ومفتشي نزع الأسلحة الدوليين. وقالت صحيفة "الثورة"، الناطقة باسم حزب البعث الحاكم، ان "أولئك الذين يتوقعون من العراق ان يقدم تنازلات من أجل اجراء المراجعة الشاملة هم على خطأ كبير". وأضافت ان العراق "ليس لديه ما يتنازل عنه من أجل ان يقوم مجلس الامن باجراء المراجعة الشاملة"، وتساءلت: "أية تنازلات يمكن ان يقدم هذا البلد وهو يرى ابناءه يموتون يوميا من جراء الحصار ويرى مجلس امن جائر القرارات ولجنة خاصة تتفنن في ترويج الاكاذيب ضده من اجل الاستمرار في محاصرته؟". وتابعت "الثورة"، في افتتاحيتها التي كتبها رئيس تحريرها سامي مهدي، ان العراق "ليس لديه ما يتنازل عنه بخاصة أنه لم ير ضوءاً في نهاية النفق بحسب التعبير الدارج ولم يجد كلمة موثوقة يركن اليها ولم يلمس لدى مجلس الامن أي استعداد جدي لتنفيذ التزاماته المقابلة للالتزامات التي نفذها". وكررت "الثورة" ما سبق ان اعلنه نائب رئيس الوزراء العراقي طارق عزيز في نيويورك من ان "المراجعة الشاملة ليست مكافأة تقدم للعراق". وكان عزيز التقى الاثنين الماضي كوفي أنان الذي شدد على استئناف العراق تعاونه مع اللجنة الخاصة للأمم المتحدة المكلفة نزع أسلحة الدمار الشامل العراقية الذي علقه في الخامس من آب اغسطس الماضي قبل اجراء "مراجعة شاملة" للعقوبات. وتأمل بغداد ان تفضي المراجعة الشاملة للعلاقات بين العراقوالاممالمتحدة والتي اقترحها انان الى رفع العقوبات المفروضة عليها منذ ثماني سنوات. من جهتها، أكدت صحيفة "بابل"، التي يشرف عليها عدي صدام حسين النجل الأكبر للرئيس العراقي، ان العراق "لن يرضى باقل من حقوقه المشروعة في ان تعترف اللجنة الخاصة على رؤوس الاشهاد بما انجزته مع العراق" في مجال نزع الاسلحة. وأضافت: "مثلما استطاع السيد كوفي أنان الامين العام للأمم المتحدة بالتعاون مع العراق نزع فتيل الازمة التي استفحلت في شباط فبراير الماضي، فإنه قادر اليوم على ايجاد ارضية حلول منصفة وعادية للوضع القائم حالياً بين العراق واللجنة الخاصة". ومضت تقول ان مقترحات انان "لو تمت بمعزل عن اساليب الضغط والابتزاز الاميركي يمكن ان توفر الارضية الصالحة والصحيحة لمعالجة المشكلات القائمة بين العراق ومجلس الامن". أما صحيفة "الجمهورية" فقالت: "لن نسمح لهم بالاستفزاز بعد اليوم لأن الوقت ليس وقت الاستفزاز، بل انه وقت العمل الجاد لتقويم ما تم انجازه خلال قرابة ثمانية اعوام من الاعمال الكبيرة والمضنية التي عدها البعض انها اسطورية في التحمل والصبر والظلم وقساوة الظالمين". وأضافت الصحيفة ان "على مجلس الامن ان يتخذ الخطوة المطلوبة الصحيحة بعد ان استجاب العراق لجميع القرارات وانجز كل المتطلبات الاساسية لنزع السلاح وبعد ان جرت اربعون مراجعة كلها كانت مستعجلة وظالمة وغير عادلة". وبموجب قرارات الاممالمتحدة لن يرفع الحظر عن العراق الا بعد ان يؤكد خبراء نزع الاسلحة التابعين للأمم المتحدة انه تخلص من أسلحة الدمار الشامل. وكان مجلس الامن قد قرر في التاسع من أيلول سبتمبر تعليق مراجعة العقوبات الى أجل غير مسمى طالما لم تتراجع بغداد عن قرارها.