بغداد - أ ف ب - حملت الصحف العراقية بعنف أمس على مجلس الامن وطالبته بالتخلي عن "نهجه المعادي" مؤكدة ان العراق لن يتخلى عن موقفه. وصعْدت بغداد لهجتها عشية الجلسة الاستثنائية التي يعقدها اليوم المجلس الوطني البرلمان العراقي لتقديم توصية الى القيادة العراقية بقطع العلاقة مع فرق التفتيش الدولي التابعة للجنة الخاصة المكلفة نزع أسلحة الدمار الشامل اونسكوم، بعد قرار مجلس الأمن تجميد المراجعة الدورية للحظر على العراق. وكتبت صحيفة "الجمهورية" الحكومية العراقية ان بغداد "تدرك ابعاد هذه اللعبة وما وراء اصدار مجلس الأمن القرار 1194 لكنها لن تسمح لأعداء البشرية من غربان البين بأن يوغلوا في ايذاء الشعب العراقي الذي ضحى وصبر وجاهد في شكل اسطوري". وشددت على ان "لا مجال للسكوت فترة اطول"، داعية الى "موقف وطني متماسك ويقظ ازاء التآمر الاميركي - الصهيوني المستمر". وقال عبدالغني عبدالغفور الأمين العام للجبهة الوطنية القومية التقدمية التي يقودها حزب "البعث" الحاكم في العراق ان قرار مجلس الأمن "وكل الأساليب العدوانية لن تثني العراق، قيادة وشعباً، عن تمسكه بالموقف الذي أعلنه في 5 اب تعبيراً عن إرادة شعبه وجماهير هذه الأمة". وشدد على ان قرار المجلس "يكشف النيات التآمرية واستمرار الاحقاد الاستعمارية للولايات المتحدة وبريطانيا ضد شعب العراق والأمة العربية، من وراء استمرار الحصار". وعلم من مصدر ديبلوماسي غربي ان المبعوث الخاص للأمين العام للامم المتحدة براكاش شاه اجرى محادثات مع المسؤولين العراقيين في شأن سبل التوصل الى حل للأزمة. وأوضح المصدر ان شاه عرض "وجهة نظر الأمين العام كوفي انان في شأن الحظر" الذي تطالب بغداد برفعه. وكان مجلس الامن تبنى الاربعاء الماضي بالاجماع القرار 1194 الذي قدمته الولاياتالمتحدة وبريطانيا وقضى بتعليق مراجعة الحظر الى أن يتراجع العراق عن قرار اتخذه في الخامس من آب اغسطس الماضي بوقف التعاون مع اللجنة الخاصة والوكالة الدولية للطاقة الذرية. لكن قرار المجلس واستجابة لطلب فرنسا وروسيا والصين اشار الى "مراجعة شاملة" لعلاقات العراق مع الأممالمتحدة في حال استأنفت بغداد التعاون مع "اونسكوم".. وشككت صحيفة "الجمهورية" بصدقية هذا الوعد معتبرة ان الحديث عن المراجعة "يتسم بالغموض والعمومية وليست فيه اية ضمانة لاستجابة مطالب العراق المشروعة، وفي مقدمها رفع الحصار الجائر". واعتبرت صحيفة "القادسية" ان وقفة العراق ضد قرار مجلس الأمن "ستكون الكفيلة باحباط المخطط العدواني الاميركي - البريطاني، وعلى أساس هذه الوقفة المتينة سيتتابع انهيار جدار الحصار الآخذ بالتفتت". وتابعت: "ان وقفة الحق الجادة سبيلنا الأرحب وخيارنا الحاسم في مجابهة الموقفين الاميركي والبريطاني وفضحهما وفي مواصلة الاجهاز على الحصار وتفتيته حتى تحطيم اغلاله نهائياً". وزادت ان مجلس الامن باصداره القرار 1194 "ينحدر يوماً بعد يوم في لعبة اطالة امد الحصار، والاستمرار في غمط حق العراق الواضح في رفع الحصار عن شعبه الابي". ورأت صحيفة "بابل" التي يشرف عليها عدي النجل الأكبر للرئيس صدام حسين ان القرار "يضاف الى 42 قراراً ظالماً اصدرها مجلس الأمن منذ 2-8-1990، مؤكداً حقيقة اساسية هي استخدام الشرعية الدولية غطاء للتستر على سياسة الانحياز والظلم وجريمة الابادة المنظمة". ولفتت الى ان وقف المراجعة الدورية للحظر "لا يضيف شيئاً الى العلاقة بين المجلس والعراق، سوى التدليل على صحة تشخيص العراق التيارات المتحكمة بأعمال المجلس". وطالبت مجلس الأمن بالتخلي عن "نهجه المعادي"، وأضافت: "لنا ان ننتظر ما تؤول اليه جهود الأمين العام للأمم المتحدة كوفي انان الذي نقل عنه حديثه عن اجراء مراجعة شاملة لما نفذ من اعمال نزع السلاح في العراق". في غضون ذلك، ودع منسق النشاطات الانسانية للأمم المتحدة في العراق دنيس هاليداي الذي استقال أخيراً، وزير الخارجية السيد محمد سعيد الصحاف. وأوضح الناطق باسم المنظمة الدولية في بغداد اريك فالت ان هاليداي أعرب عن ارتياحه لأن "برنامج النفط للغذاء تمكن من احداث فرق في مستوى حياة الشعب العراقي، لا سيما في مجالات الصحة والتغذية". وسيتوجه هاليداي ايرلندي الى المناطق الكردية في شمال العراق، قبل أن يغادر هذا البلد نهاية أيلول سبتمبر بعد مهمة استمرت 13 شهراً. وكان اعلن في تموز يوليو استقالته "لأسباب شخصية"، وعرف عنه انه ارتبط بعلاقات حساسة مع رئيسه المباشر في نيويورك، القبرصي بينون سيفان، الذي يشرف على البرنامج الانساني في العراق. واعتبرت الصحف العراقية استقالة هاليداي "ادانة للممارسة الأميركية - البريطانية".