نيويورك، لندن - «الحياة»، أ ف ب - فيما من المقرر ان يبحث الرئيس الاميركي باراك اوباما ورئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان في نيويورك تطورات الشرق الاوسط وعلى رأسها الازمة السورية والدولة الفلسطينية المرتقبة وليبيا وذلك ضمن قضايا اخرى، حاولت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون اقناع نظيرها الروسي سيرغي لافروف بأن قراراً في الاممالمتحدة سيكون ضرورياً لمواجهة القمع في سورية. وقال ديبلوماسي في محيط كلينتون إن «وزيرة الخارجية الاميركية دعته (لافروف) الى التفكير بدقة بالدور الذي يمكن ان يلعبه مجلس الامن في الوقت الذي تقتل فيه الحكومة السورية شعبها وتسجن ظلماً آلاف الاشخاص». وخلال هذه المحادثات التي جرت في نيويورك على هامش اعمال الجمعية العامة للامم المتحدة ليلة اول من امس، جدد لافروف التأكيد وفق ما قال المصدر نفسه، على ان «الطريق الافضل هو حوار بين (الرئيس السوري بشار) الاسد والمعارضة السورية». يشار إلى ان روسيا الحليف القديم لسورية تعارض تغيير النظام السوري. واعتبر وزير الخارجية الروسي اول من امس في موسكو ان على المعارضة السورية ان «تبدأ حواراً مع السلطات وان تنأى بنفسها عن المتطرفين». وقال مسؤول أميركي ليلة اول من امس إن الرئيس الأميركي أوباما ورئيس وزراء تركيا أردوغان يعتزمان بحث الأزمة السياسية في سورية، خلال محادثات تجري بينهما في نيويورك. وأردف المسؤول الأميركي «أتوقع أن يتحدث الزعيمان عن الأحداث في سورية إذ لدينا نحن والأتراك مخاوف مشتركة» حول ذلك. وانتقدت الولاياتالمتحدة الأميركية مراراً ما سمته «قمع» السلطات السورية للمحتجين، كما اتخذت العديد من الإجراءات العقابية بحق مسؤولين سوريين، واقتصادية كحظر شراء وبيع النفط السوري والاستثمار في سورية، كما رفعت من لهجتها وطالبت الأسد بترك السلطة والتنحي، أما تركيا، التي احتدت تصريحاتها إزاء النظام السوري أخيراً ما سبب توتراً في العلاقات، لم تصل انتقاداتها إلى المطالبة بالتنحي. في السياق ذاته، أشار نائب رئيس الوزراء التركي، بشير أتالاي، في مقابلة تلفزيونية مع شبكة أميركية، إلى أن «لقاء مطولاً» سيجمع أردوغان وأوباما في نيويورك، مبيناً أن طلب اللقاء جاء من قبل أوباما، وذلك لبحث عدد من المسائل التي تتصدر أجندة البلدين. في موازاة ذلك، قال وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ في تصريحات لقناة «الجزيرة» إن نظام الرئيس السوري «وصل إلى مرحلة اللاعودة»، وعليه الرحيل بعدما قتل أكثر من ألفي مدني حتى الآن، ناهيك عن التعذيب المنظم واستمرار الهجوم على القرى والمدن. وأضاف هيغ قائلاً «إننا نبحث الآن بمجلس الأمن قراراً جديداً لمزيد من الضغط الدولي على سورية». وكان وزير الخارجية الفرنسي ألان جوبيه قد دان في نيويورك «الصمت غير المقبول» لمجلس الأمن إزاء ما وصفه «بجرائم ضد الإنسانية» في سورية. على صعيد متصل، دعا وزير الطاقة الاميركي ستيفن شو دمشق الى التعاون التام مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية بعد ان ابلغت الوكالة مجلس الامن الدولي في حزيران (يونيو) الماضي بانتهاك دمشق لالتزاماتها بمعاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية. وجدد شو في كلمة القاها امام اعمال الدورة ال55 للمؤتمر السنوي للوكالة الدولية للطاقة الذرية مطالب حكومته بضرورة اذعان سورية لمطالب الوكالة وحل القضايا العالقة في ملفها النووي. وذكر ان مجلس محافظي الوكالة ابلغ مجلس الامن الدولي في حزيران الماضي ان دمشق انتهكت اتفاق الضمانات الذي ابرمته مع الوكالة. وطالب دمشق بضرورة ان تتعاون تعاوناً كاملاً مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية وان توقع وتصادق على بروتوكول التفتيش الاضافي واتفاقيات الضمانات.