قال مسؤول بارز في الإدارة الأمريكية، الجمعة، إن واشنطن تعكف على جمع أدلة بشأن جرائم حرب محتملة ربما ارتكبتها قوات الأمن السوري في سياق حملة قمع دموية أطلقها نظام دمشق ضد احتجاجات مناهضة للرئيس، بشار الأسد. وذكر المصدر، في موجز صحفي تم عبر الهاتف، إن الولاياتالمتحدة "تبحث إذا ما كانت هناك أرضية لاتهامات متصلة بجرائم حرب، وعما إذا كان إحالتها إلى المحكمة الجنائية الدولية سيكون مناسباً." ويأتي التحرك الأمريكي وسط ضغوط على البيت الأبيض من المنتقدين لتباطؤ إدارة الرئيس، باراك أوباما، في الاستجابة للعنف الذي تقمع به الحكومة السورية احتجاجات تنادي بالديمقراطية. وأوضح المصدر أن إدارة واشنطن تنظر كذلك في تصعيد الضغوط الاقتصادية على الحكومة السورية بما في ذلك فرض عقوبات على قطاع الغاز والنفط في البلاد. وفي الوقت عينه، تقود الإدارة الأمريكية حملة في مجلس الأمن الدولي لدعم قرار بشأن سوريا، وصفه مسؤول أمريكي آخر بأنه "سيبعث رسالة قوية للرئيس الأسد." وأضاف المسؤول البارز بقوله: "نعمل على ضمان موافقة الأعضاء الخمس دائمي العضوية في مجلس الدولي على القرار.. وأكبر قدر ممكن من المصوتين لصالحه، ولذلك فأن هناك مشاورات تجري في نيويورك لضمان حصولنا على أكبر قاعدة دعم ممكنة في المجلس." وأيد المصدر تباطؤ الولاياتالمتحدة في التحرك إزاء ما يحدث في سوريا على نقيض ليبيا حيث قادت تحركا سريعا لإصدار قرار دولي فوضت بموجبه الحملة الجوية ضد الزعيم الليبي، معمر القذافي. إلا أنه برر ذلك قائلاً: نقوم بفعالية ببناء نهج واسع النطاق، ثنائي ومتعدد الأطراف وإقليمي ودولي مع حلفائنا من أجل ضمن تحركنا قدما بأسلوب معقول يدعم الشعب السوري نفسه."" ويتزامن التحرك الأمريكي مع استمرار حملة القمع الدموية التي تصدى بها النظام السوري لاحتجاجات شعبية مناهضة للأسد وتنادي بالديمقراطية، راح ضحيتها الجمعة، خمسة قتلى، وفق تقارير. وعلى صعيد متصل، بحثت وزيرة الخارجية الأمريكية، هيلاري كلينتون، مع نظيرها الروسي، سيرغي لافروف، وزير الخارجية الروسي، الوضع في سوريا، اكتفت الناطقة باسم وزارة الخارجية الأمريكية، فيكتوريا نولاد، بالإشارة إلى أن المحادثة الهاتفية "كانت جيدة." ويشار إلى أن كلينتون لم تبحث مع الصين، وهي بجانب روسيا، من الدول الخمس الأعضاء بمجلس الأمن، ويمانعان في استصدار قرار دولي ضد سوريا. وكانت وزيرة الخارجية الأمريكية قد كتبت في مقالة نشرت في صحيفة "الشرق الأوسط" السعودية بعنوان "لا عودة إلى الوضع السابق في سوريا": "مع استمرار القمع العنيف في سوريا أظهر الرئيس الأسد أن اهتمامه بالتشبث بسلطته أكثر من اهتمامه بشعبه." وأضافت: من الواضح بشكل متزايد أن الرئيس الأسد قد اتخذ خياره. ولكن بينما قد يمكنه استمرار الوحشية من تأخير التغيير الجاري في سوريا، إلا أنه لن يعكسه عن مجراه." وقالت كلينتون إن قرابة 1300 سوري لقوا مصرعهم منذ اندلاع الاحتجاجات الشعبية وتعرض الآلاف للسجن.