لندن - "الحياة"، رويترز - هبط سعر صرف الدولار بشدة مقابل العملات الرئيسية عند افتتاح سوق نيويورك أمس وهبطت اسعار الاسهم ما يزيد على 200 نقطة في بورصة "وول ستريت"، أي نحو 2.5 في المئة، خلال نصف الساعة الاولى من افتتاح السوق الاميركية، وتدهورت اسعار الاسهم في معظم البورصات الدولية بنسب تتراوح بين اثنين وستة في المئة بعد يوم من تصريح الن غرينسبان رئيس مجلس الاحتياط الفيديرالي المصرف المركزي الاميركي ان الدول الغنية لا تخطط لخفض منسق ومشترك لاسعار الفائدة. وهبط سعر صرف الدولار في سوق نيويورك الى 1.677 مارك و132.65 ين عند افتتاح سوق نيويورك مقابل 1.6923 مارك و134.55 ين في اواخر التعامل في نيويورك يوم الاول من أمس. وتحسن الدولار في الفترة التالية من التعامل الى 1.68 مارك و133 ين بعد اعلان وزارة التجارة الاميركية ان العجز التجاري في تموز يوليو سجل 13.92 بليون دولار في حين توقعت الاسواق عجزاً مقداره 15.4 بليون دولار. وقالت وزارة العمل الاميركية أمس ان مؤشر التضخم لاسعار التجزئة ارتفع بنسبة 0.2 في المئة في الشهر الماضي، مقابل النسبة نفسها في الشهر السابق له في حين توقعت الاسواق ارتفاعاً بنسبة 0.1 في المئة. وكان الدولار ارتفع في أواخر المعاملات في طوكيو أمس عن أدنى مستوياته أمام الين الياباني تدعمه عمليات شراء لتغطية مراكز دائنة بما يعكس انخفاض الاسهم اليابانية. وتجاوز الدولار في طوكيو 134.5 ين. وقال غرينسبان أمام لجنة مصرفية في مجلس النواب الاميركي يوم الاول من أمس أن الدول الغنية لا تخطط لخفض منسق في أسعار الفائدة، لكنه ابقى على آمال خفض الفائدة الاميركية بعد ان اعرب عن قلقه بشأن الاقتصاد الاميركي نتيجة الازمات الاقتصادية في عدد من الدول الآسيوية وروسيا. وقال غرينسبان: "أعتقد أنه يمكنني أن أقول وانا مطمئن انه في الوقت الراهن لا توجد جهود منسقة لخفض أسعار الفائدة". وأكد غرينسبان على أن أكبر اقتصاد في العالم قوي حتى وان كان يظهر بعض "التآكل" عند الاطراف بسبب التأثير الذي لا مفر منه للعاصفة الاقتصادية في الخارج. واعترف بأن الازمة الاقتصادية في آسيا لم تنتنه وستستمر لفترة طويلة وان الضغوط الانكماشية تتحرك نحو الاقتصاد الاميركي. وأوضح غرينسبان ان التفويض الاساسي لمجلس الاحتياط الفيديرالي هو المحافظة على صحة الاقتصاد الاميركي بغض النظر عما يحدث في العالم من حوله. وبعثت تصريحات غرينسبان هزة في الاسواق الدولية أمس خصوصا انها جاءت عقب تصريحات مماثلة من حاكم بنك انكلترا المركزي ايدي جورج، الذي اكد انه ليس هناك نية في الوقت الحاضر لخفض سعر الفائدة الرئيسية على الاسترليني، وتصريح مشابه من هانس تيتماير رئيس البنك المركزي الالماني بوندسبنك الذي اعلن امس انه قرر عدم تغيير اسعار الفائدة. واصيبت الاسواق الدولية بالاحباط، اذ كانت تأمل في ان تظهر الدول الصناعية جديتها في شأن انقاذ الاقتصاد العالمي بالاعلان عن خفض مشترك في اسعار الفائدة. وكانت الاسهم في بورصة "وول ستريت" هبطت عقب انتشار تفاصيل تصريحات غرينسبان يوم الاول من أمس لكنها ارتفعت في نهاية التعامل ولليوم الرابع على التوالي بعد تأكيد الرئيس بيل كلينتون انه لا ينوي الاستقالة. واغلق مؤشر "داو جونز" مرتفعاً 65.39 نقطة الى 8089.78 نقطة. لكن الصورة كانت مختلفة عند افتتاح سوق نيويورك أمس. وخسرت اسعار الاسهم في بورصة لندن ما يزيد على 180 نقطة، أي نحو 3.4 في المئة من قيمتها على أساس مؤشر "فايننشال تايمز 100" في منتصف جولة التعامل بعد الظهر، أي بعد نحو ساعة من افتتاح السوق الاميركية. وبلغت خسائر البورصة الفرنسية نحو ستة في المئة بعد ظهر أمس على اساس مؤشر "كاك"، علماً ان المؤشر تقلب في الفترة التالية من التعامل في هامش خسارة يراوح بين خمسة وستة في المئة. وتجاوزت خسائر الاسهم الالمانية اربعة في المئة على اساس مؤشر "داكس" للاسهم الالمانية الرئيسية في اواخر التعامل. وانخفضت اسعار الاسهم في طوكيو الى ادنى مستوى منذ 12 عاماً أمس لاسباب محلية ودولية عدة من بينها المخاوف في شأن الجهاز المصرفي المحلي وارتفاع في السندات الحكومية إمتص السيولة من السوق. كما تأثرت السوق من احباط لعدم حدوث تقدم فيما يتعلق بخطة لمعالجة مشاكل بنك اليابان للائتمان طويل الاجل ما ادى الى انخفاض اسهم البنوك بشكل خاص. وفي نهاية التعامل هبط مؤشر "نيكاي" 338.56 نقطة، أي بنسبة 2.38 في المئة، الى 13859.14 نقطة. وتكبدت أسهم هونغ كونغ خسائر حادة نسبتها 3.61 في المئة على اساس مؤشر "هانغ سنغ".