لندن - "الحياة"، رويترز، أ ب - بعث القلق من احتمال محاكمة الرئيس بيل كلينتون وعزله هزة جديدة في الاسواق الدولية أمس هوى معها الدولار الى مستويات دنيا قياسية مقابل العملات الرئيسية وتدهورت الاسهم في البورصات الرئيسية الى مستويات جديدة لم تسجلها سابقا خلال السنة الجارية. وقال محللون ان احتمال توجيه التهم الى كلينتون وبدء اجراءات عزله قد تستغرق أشهراً عدة، وهذا سيعني عدم استقرار الادارة الاميركية لفترة طويلة وبالتالي الدولار والاسواق الاميركية وهذا سينعكس بدوره سلبا على الاسواق الدولية الاخرى التي باتت في الفترة الاخيرة تقلد السوق الاميركية هبوطا وصعودا بغض النظر عن المعطيات الاقتصادية المحلية. وازداد التشاؤم في الاسواق في شأن مصير كلينتون السياسي بعد تسرب تفاصيل من تقرير المحقق المستقل كينيث ستار عن علاقة الرئيس كلينتون بالمتدربة في البيت الابيض مونيكا لوينسكي الذي سلمه الى الكونغرس يوم الاول من أمس وكان يتوقع ان ينشر على شبكة "انترنت" في ساعة متأخرة من أمس. وواصل الدولار هبوطه في الاسواق الاوروبية والاميركية أمس بعد الخسائر الشديدة التي مني بها في الاسواق الآسيوية حيث تراجع الى ادنى مستوى يسجله منذ خمسة أشهر مقابل الين الياباني والى ادنى مستوى منذ 16 شهرا مقابل المارك الالماني و20 شهرا مقابل الفرنك السويسري. وزدا من الضغوط على الدولار المخاوف من اشتداد ازمة الدولار والازمة الاميركية وانعكاساتها على اسواق اميركا اللاتينية حيث تصل استثمارات الاميركيين الى بلايين الدولارات. وانخفض الدولار في سوق طوكيو أمس ستة ينات الى 128.1 ين وهو أدنى مستوى يسجله مقابل العملة اليابانية منذ نيسان أبريل الماضي. وقال متعاملون ان هناك رفضا عاما لفكرة الاحتفاظ بمراكز دائنة بالدولار خلال العطلة الاسبوعية، في الوقت الذي يتوقع ان تنشر تفاصيل تقرير ستارك عن فضيحة البيت الابيض، ما دفع المتعاملين الى الاقبال على بيع العملة الاميركية. واشارت مصادر السوق الى ان احد اسباب سرعة هبوط الدولار في طوكيو أمس موجة بيع مكثفة بهدف الحد من الخسائر. كما ساهم الهبوط الحاد الذي منيت به الاسهم اليابانية أمس في حفز المستثمرين اليابانيين على بيع الدولار. وفي اواخر التعامل في طوكيو تحسن الدولار نسبيا وسجل 131.3 ين و1.6794 مارك مقابل 134.3 ين و1.6845 مارك في نهاية التعامل في نيويورك يوم الاول من أمس. وبدأ التعامل في نيويورك أمس بتراجع الدولار عن المستويات التي سجلها في طوكيو واوروبا مقابل الين، اذ هبط الى 130.92 ين، في حين تحسن مقابل المارك الى 1.6831. وهوت اسعار الاسهم في البورصات الرئيسية أمس وسط مخاوف من انهيار مالي عالمي في حين أعلن البنك المركزي الياباني ان اقتصاد البلاد يزداد تدهورا. وتناست السوق اليابانية خفض سعر الفائدة الرئيسية الى 0.25 في المئة يوم الاربعاء الماضي في الوقت الذي قال فيه ايسوكي ساكاكيبارا نائب وزير المال الياباني ان التراجع الاقتصادي في ثاني اكبر اقتصاد في العالم سيستمر حتى أوائل الخريف وان الاقتصاد على حافة الهاوية. وجاءت خسارة اسواق الأسهم الدولية أمس عقب الخسارة الحادة في بورصة "وول ستريت" يوم الاول من أمس حيث خسر مؤشر "داو جونز" 249.48 نقطة، أي 3.17 في المئة. وكانت بورصة طوكيو من اكثر البورصات الرئيسية تضررا، اذ تكبدت الاسهم اكبر خسارة تسجلها في يوم واحد السنة الجارية على أساس مؤشر "نيكاي" الذي تدهور الى 13916.98 نقطة عند اغلاق السوق، بخسارة 749.05 نقطة تعادل 5.11 في المئة من قيمته. كما هبطت اسعار الاسهم في البورصات الاوروبية الرئيسية بنسب راوحت بين واحد واثنين في المئة، علما ان اسعار الاسهم تقلبت في الساعات التالية من التعامل. وبدأ التعامل في نيويورك أمس بهبوط مؤشر "داو جونز" نحو مئة نقطة، أي 1.24 في المئة، خلال نصف الساعة الاولى من التعامل. وأعلنت وزارة العمل الاميركية قبل افتتاح بورصة "وول ستريت" أمس ان مؤشر مبيعات الجملة تراجع في آب أغسطس الماضي بنسبة 0.4 في المئة مقابل ارتفاعه بنسبة 0.2 في المئة في تموز يوليو السابق له. وقال محللون ان تراجع هذا المؤشر المهم لمعدل التضخم في الولاياتالمتحدة يزيد من احتمال خفض الفائدة الاميركية على الدولار. وكان الن غرينسبان رئيس مجلس الاحتياط الفيديدرالي المصرف المركزي الاميركي نوه الاسبوع الماضي الى احتمال خفض الفائدة على الدولار نظرا الى أن التضخم لم يعد من المخاطر التي تهدد الاقتصاد الاميركي