لندن - "الحياة"، رويترز، أ ف ب - انتقلت عدوى مشاكل الين الياباني الى الآسواق الآسيوية الاخرى واستراليا امس حيث هبطت اسعار الاسهم والعملات مجدداً وسط مخاوف من ان يدفع استمرار تدهور الين مقابل العملات الرئيسية حكومة الصين الى خفض قيمة اليوان واحتمال ان يؤدي ذلك الى خفض قيمة العملات الآسيوية كافة. وهبطت اسعار الاسهم في معظم البورصات الاوروبية وعند افتتاح السوق في نيويورك امس نتيجة التشاؤم من تفاقم الوضع في آسيا. وارتفعت اسعار السندات الاوروبية والاميركية بعدما انتقل المستثمرون من الاسهم الى السندات. وقال محللون في بكين امس ان استمرار تدهور الين الياباني سيدفع الصين الى خفض قيمة اليوان، ما سيدفع بالتالي دول المنطقة كافة الى خفض قيمة عملاتها. وقال حاكم البنك المركزي الصيني داي تشانلونغ اول من امس ان تجارة الصين الخارجية تعرضت لتأثيرات غير مرغوبة من جراء الين الياباني. وعلى رغم ان الصين اعلنت امس ارتفاع الفائض التجاري الصيني خلال الاشهر الخمسة الاولى من السنة الجارية الى 18.53 بليون دولار، الا انها قالت ان الصادرات انخفضت في أيار مايو الماضي بمعدل 1.5 في المئة في ما يعتبر اول انخفاض في حجم الصادرات منذ 22 شهراً. ونقل تقرير عن وكالة "شينخوا" الصينية عن مسؤولين في الجمارك قولهم ان انخفاض الصادرات اظهر ان الازمة الاقتصادية الاسيوية كان لها تاثير في الصين. واشار حاكم البنك المركزي الصيني الى ان هبوط سعر الين ينعكس سلبا على جنوب شرقي آسيا، قائلاً إنه يأمل ان تحقق اليابان استقرار عملتها. وارتفع الدولار مقابل الين الياباني في أواخر المعاملات في طوكيو أمس متجاوزاً 141 يناً مع اضطرار المتعاملين الى تقليص مراكزهم المدينة التي تكونت في أعقاب هبوط الاسهم الآسيوية امس. وقال محللون ان الدولار ارتفع في آسيا نتيجة تزايد التوقعات بان اجتماع نواب وزراء المال في مجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى في باريس لن يتمخض عن اتفاق في شأن التدخل في أسواق الصرف الاجنبي لوقف تدهور الين. الاسواق الآسيوية اقفلت قبل اجتماع نواب وزراء المال أمس. وبلغ سعر الدولار 141.21 ين في اواخر التعامل في طوكيو امس مقابل 140.22 ين عند اغلاق سوق نيويورك يوم الاول من امس. وعند افتتاح الاسواق الاوروبية امس احتفظ الدولار بالمستوى الذي سجله مقابل الين في الاسواق الاسيوية، والذي يعتبر الاعلى منذ سبع سنوات، وسط تشاؤم عام في شأن اقتصاد اليابان والمنطقة الآسيوية بكاملها. وبلغ سعر الدولار في اوروبا صباح امس 141.45 ين و1.7866 مارك مقابل 140.2 ين و1.7803 مارك في اواخر المعاملات الاوروبية يوم الاول من امس. لكن الدولار تراجع الى 140.65 ين في الاسواق الاوروبية في الساعات التالية من التعامل بعدما قال مساعد وزير الخزانة الاميركي لورانس سومرز ان المسؤولين الماليين في مجموعة السبع ناقشوا "ضعف الين" الياباني امس في باريس وسيواصلون مراقبة تطور اسواق الصرف. واضاف سومرز، الذي يحضر محادثات في باريس تستغرق يومين لكبار المسؤولين الماليين من الدول الصناعية، ان اليابان والولايات المتحدة اعربتا خلال الاجتماع عن القلق "ازاء ضعف الين وانعكاساته السلبية الممكنة على آسيا والاقتصاد العالمي"، مشيراً الى ان مجموعة السبع تبحث في أسعار الصرف الاجنبي وتتابع التطورات. وقال ايسوكي سكاكيبارا نائب وزير المال الياباني للشؤون الدولية ان مجموعة السبع بحثت في مواضيع عدة منها العملات وروسيا. وقالت وزارة المال اليابانية امس ان حدة الركود الاقتصادي في البلاد تتزايد. لكن الاسواق لم تتأثر الى حد كبير بتصريحات المسؤولين الماليين في مجموعة الدول السبع نظرا الى انها لم تشر الى احتمال التدخل المباشر لوقف هبوط الين. وارتفع الدولار في الساعات التالية لتصريحات المسؤولين الى 140.87 ين في اوروبا ونيويورك. وقال بيرسي او يونغ مدير المبيعات في دار الوساطة "دي. بي. اس سكيوريتيز" ان الاسواق بدأت تحسب الدولار على اساس سعر 145 يناً. وقال روبرت ساسون الباحث في دار الوساطة "اس. جي سكيوريتيز" انه اذا تخطى الدولار حاجز 150 يناً "بالطبع سنراجع الوضع" بخصوص اليوان الصيني. وأشار محللون أمس الى أن الاسواق ستنتظر شهادة الن غرينسبان رئيس مجلس الاحتياط الفيديرالي البنك المركزي الاميركي امام الكونغرس، التي بدأت عند اقفال الاسواق الاوروبية امس، للنظر الى اي اشارة من غرينسبان في شأن اسعار الفائدة الاميركية. وعلى رغم ان معظم الاقتصاديين يعتقد ان الوقت حان لرفع سعر الفائدة الاميركية لتهدئة النمو الاقتصادي الاميركي، الا ان معظم المحللين لا يتوقع ان يرفع غرينسبان الفائدة بسرعة نظراً الى انعكاسات ذلك على الاقتصاد الاميركي والعالمي. وفي اسواق الاسهم هبط مؤشر "هانغ سنغ" لأسهم بورصة هونغ كونغ امس الى ادنى مستوى له منذ ثلاث سنوات. وفقد المؤشر عند اغلاق السوق 412.09 نقطة، اي نحو 4.91 في المئة مسجلا 7979.37 نقطة عند اغلاق السوق. وانخفضت الاسهم في بورصة طوكيو امس، وخسر مؤشر "نيكاي" للاسهم اليابانية ال 225 الممتازة 190.91 نقطة، اي نحو 1.23 في المئة مسجلا 15339.26 نقطة في نهاية التعامل. وقال هيروشي ماسويا نائب مدير قسم الاوراق المالية في شركة "ميتسوي" للتأمين البحري وضد الحريق: "ما يقلقنا اكثر انخفاض الاسهم الآسيوية وبما ان الين مستمر في الانخفاض مقابل الدولار، فإن من المتوقع ان تنخفض الاسهم اكثر". وسجلت بورصة بانكوك امس انخفاضاً كبيراً وتراجعت الى اقل من عتبة ال 300 نقطة النفسية، للمرة الاولى منذ كانون الثاني يناير 1988، وذلك بسبب ضعف العملات في دول شرق آسيا. وسجل المؤشر 299.73 نقطة خلال جولة التعامل الصباحية بتراجع 52،8 نقطة، أي نحو 2.7 في المئة بالمقارنة مع اقفال يوم الثلثاء.