لندن - "الحياة"، رويترز - تدهور الدولار بنسبة اربعة في المئة مقابل الين فور افتتاح سوق نيويورك أمس كما تراجع مقابل المارك الالماني والجنيه الاسترليني ومعظم العملات الرئيسية الاخرى. لكن في الساعات التالية من التعامل عاد الدولار الى الارتفاع بفعل مخاوف من أن تتدخل السلطات النقدية في الولاياتالمتحدة لوقف تدهور الدولار الذي هبط بنسب قياسية خلال اليومين الماضيين لم تشهدها الاسواق سابقاً. وتدهورت اسعار الاسهم في معظم البورصات الرئيسية أمس وخصوصا في طوكيو والمانيا وبريطانيا ونيويورك حيث راوحت الخسائر بين اربعة وستة في المئة، وسط قلق من ان القوة الدافعة للاقتصاد الاميركي نفدت بعد فترة من النمو المستمر خلال عهد الرئيس بيل كلينتون. وكان الدولار ارتفع في أواخر التعامل في طوكيو أمس نتيجة الاقبال على شرائه لتغطية مراكز مكشوفة وبعد تحذيرات من مسؤولين يابانيين من الارتفاع السريع للين مقابل الدولار. وسجل الدولار في اواخر التعامل في طوكيو أمس 122.5 ين و1.608 مارك. لكن مع افتتاح الاسواق الاوروبية أمس عاود الدولار هبوطه متدهوراً الى 115 يناً، واتسعت الفجوة في الساعات التالية من التعامل بعد افتتاح سوق نيويورك قبل ان توقف المخاوف من تدخل السلطات النقدية انهيار الدولار. ادنى مستوى وسجل الدولار خلال جولة التعامل الصباحية في سوق نيويورك أمس 111.55 ين مقابل 120.9 ين في نهاية التعامل أول من أمس، وهو ادنى مستوى للعملة الاميركية مقابل اليابانية منذ اكثر من عام. وسجل 1.595 مارك مقابل 1.6157 مارك، وهو ادنى مستوى مقابل العملة الالمانية منذ أكثر من عامين. وارتفع الاسترليني الى 1.731 دولار من 1.6995 دولار، وهو اعلى مستوى للاسترليني مقابل الدولار منذ تشرين الاول اكتوبر عام 1992. ولم يتأثر الاسترليني مقابل الدولار من اعلان بنك انكلترا المركزي عن خفض سعر الفائدة الرئيسية بنسبة 0.25 في المئة الى 7.25 في المئة. وقلص الدولار جزءاً من خسارته في الفترة التالية من جولة التعامل الصباحية في نيويورك بعد ان شعرت الاسواق بأن تدهور العملة الاميركية السريع سيدفع مجلس الاحتياط الفيديرالي المصرف المركزي الاميركي الى التدخل لحماية الدولار وربما سيصدر بياناً للدفاع عن الدولار. واعرب عدد من كبار المحللين في الاسواق الاوروبية والاميركية عن دهشته من مدى وسرعة انخفاض الدولار، اذ فقد نحو 20 يناً خلال يومين - هبط من 130 يناً عند اقفال سوق نيويورك يوم الثلثاء الى 111 يناً عند افتتاح السوق أمس. تراجع النمو وجاء هذا الانخفاض وسط مخاوف من حدوث تراجع حاد في النمو الاقتصادي الاميركي بعد أن حذر الن غرينسبان رئيس مجلس الاحتياط الفيديرالي أول من أمس من ان الاقتصاد الاميركي تضرر الى حد لا يستهان به نتيجة الاضطرابات في الاسواق المالية الدولية. وفسرت الاسواق تصريحات غرينسبان بانها اشارة الى احتمال خفض الفائدة الاميركية ثانية، اذ خفض مجلس الاحتياط فائدة صندوق الاحتياط الرئيسية، التي تتحدد على اساسها فوائد الاقراض، بنسبة 0.25 في المئة الى 5.25 في المئة الاسبوع الماضي. وقال متعاملون ان احد الاسباب الرئيسية لانزلاق الدولار السريع خلال اليومين الماضيين اندفاع صناديق التحوط للتخلص من استثمارات تعرف باسم "تعاملات الترحيل". وتنطوي هذه التعاملات على الاقتراض بالين الياباني بسعر فائدة يراوح بين 0.5 و0.84 في المئة سعر الفائدة اليابانية هو الادنى في العالم ويبلغ حالياً 0.25 في المئة واعادة استثمار المبالغ المقترضة في استثمارات طويلة الاجل وخصوصاً سندات الخزانة الاميركية والسندات الحكومية الاوروبية التي تدر عائدات مرتفعة. لكن ما حدث في الفترة الاخيرة هو أن الدولار بدأ يهبط تدرجاً من مستوى 147 يناً الذي سجله في آب اغسطس الماضي، ما جعل تعاملات الترحيل اقل ربحية. وتتحمل تعاملات الترحيل عادة تقلبات العملة ضمن هامش يقل عن خمسة في المئة. لكن مع استمرار هبوط الدولار وتجاوز الخسارة عشرة في المئة خلال اليومين الماضيين فقدت تعاملات الترحيل ربحيتها وتحولت الى خسارة ما دفع صناديق التحوط الى التخلص من هذه الاستثمارات بسرعة خلال اليومين الماضيين واعادة شراء الين مقابل الدولار. وبدأت الخسائر في البورصات الدولية أمس في طوكيو حيث فقد مؤشر "نيكاي" للأسهم اليابانية الرئيسية 5.78 في المئة. وقال متعاملون ان أسهم الشركات الممتازة التي توجه انتاجها للتصدير تعرضت لضغوط شديدة بسبب ارتفاع الين مقابل الدولار. وكانت بورصة هونغ كونغ الوحيدة بين البورصات الرئيسية التي لم تتكبد خسائر، اذ ارتفع مؤشر "هانغ سنغ" بنسبة 2.52 في المئة. وبدأ التعامل في نيويورك أمس بارتفاع مفاجئ للاسهم اضاف معه مؤشر "داو جونز" نحو 188 نقطة، لكن الاسهم عكست اتجاهها في لحظات وتحولت الارباح الى خسائر. ومع اقتراب اقفال الاسواق الاوروبية بلغت خسارة "داو جونز" نحو واحد في المئة. وتجاوزت خسارة الاسهم البريطانية خمسة في المئة بعد ظهر أمس، اذ هبط مؤشر "فايننشال تايمز 100" اكثر من 220 نقطة. وتجاوزت خسارة الاسهم الالمانية ستة في المئة في اواخر التعامل في فرانكفورت أمس على اساس مؤشر "داكس". وبلغت خسائر مؤشر "كاك" للاسهم الفرنسية ما يزيد على خمسة في المئة. وتحدد سعر الذهب في جلسة القطع الصباحية في لندن أمس على 302.25 دولار للاونصة ارتفاعاً من 298 دولاراً في جلسة القطع السابقة يوم الاول من أمس. وبلغ سعر الذهب عند اقفال سوق هونغ كونغ أمس 300.9 دولار للاونصة مقابل 300.8 دولار عند اقفال سوق نيويورك أول من أمس.