لندن - "الحياة"، رويترز - افتتح الدولار على انخفاض مقابل الين في سوق نيويورك أمس بعد تراجعه في طوكيو وهبوطه وارتفاعه وهبوطه ثانية في اوروبا، في تعاملات متقلبة ومتوترة تأثرت بتصريحات يابانية استبعدت احتمال التدخل الرسمي لوقف تدهور العملة الاميركية. وبقي الدولار متذبذباً في أسواق القطع الرئيسية طوال فترات التعامل أمس مع اهتزاز ثقة المستثمرين في الدولار كملاذ آمن والتزام البنوك المركزية الاوروبية ومجلس الاحتياط الفيديرالي المصرف المركزي الاميركي الصمت في شأن التدخل للدفاع عن الدولار. وانخفض الدولار مقابل الين في طوكيو أمس بعد أن قال مسارو هايامي محافظ بنك اليابان المركزي أن ارتفاع الين بصفة عامة لا يتناقض مع المصالح الوطنية. وقال وزير المال الياباني كييشي ميازاوا للجنة برلمانية أمس ان "التحركات ستستقر في نهاية الامر حتى اذا تركناها دون تدخل"، مشيراً الى انه سيراقب التقلبات حتى تصل الى مستوى لا يمكن التغاضي عنه. وقال متعاملون في طوكيو ان المعاملات بالدولار في الاسواق الآسيوية كانت بهدف المضاربة، اذ يتوقع المستثمرون استمرار هبوط الدولار في الاسواق الاوروبية والاميركية بعد الهبوط الحاد الذي شهده خلال يومي الاربعاء والخميس عندما تدهور من 130 يناً الى نحو 111 يناً. وبلغ الدولار في سوق طوكيو أمس 116.1 ين مقابل 119.275 ين في نهاية التعامل في نيويورك أول من أمس. ومقابل العملة الالمانية سجل الدولار في طوكيو 1.6351 مارك مقابل 1.6356 مارك في نيويورك يوم الخميس. وهبط الدولار في أوروبا عند افتتاح السوق وارتفع في الفترة التالية من التعامل الى 118.02 ين و 1.6381 مارك ليعود الى الهبوط مع افتتاح سوق نيويورك الى 117.32 ين و1.6365 مارك. ولزم المسؤولون في واشنطن صمتا تاماً في شأن مسألة التدخل الليلة قبل الماضية بعد تكهنات في الاسواق الدولية عن احتمال تدخل السلطات النقدية الاميركية للدفاع عن الدولار ساعدت على ارتفاعه في الساعات التالية من التعامل يوم الخميس. لكن مع تلاشي آمال التدخل ظل الدولار ضعيفا طوال فترات التعامل أمس. وبعد الخسائر الحادة في البورصات الدولية خلال اليومين الماضيين، ارتفعت اسعار الاسهم في معظم أسواق الاسهم الاوروبية والآسيوية أمس. وافتتح التعامل في بورصة "وول ستريت" في نيويورك بارتفاع مؤشر "داو جونز" أكثر من 50 نقطة تعادل 0.68 في المئة من قيمته. وبلغت ارتفاعات مؤشرات الاسهم في البورصات الرئيسية مايزيد على اثنين في المئة في لندن وثلاثة في المئة في باريس وفرانكفورت وسبعة في المئة في هونغ كونغ. وتراجعت الاسهم في طوكيو بنسبة 1.12 في المئة. ولا تزال المسألة الرئيسية بالنسبة للمستثمرين هي مدى وسرعة تصفية صناديق التحوط مراكز الدولار واعادة شراء مراكز مدينة بالين. وكانت عمليات التصفية هذه العامل الرئيسي وراء هبوط الدولار السريع يومي الاربعاء والخميس، اذ شرعت صناديق التحوط التي التخلص من الاستثمارات التي راهنت على استمرار ارتفاع الدولار مقابل الين. ويشار الى ان الدولار بلغ 147 يناً في آب اغسطس الماضي مقابل نحو 117 يناً أمس، أي خسر نحو 20 في المئة من قيمته. كما تراقب الاسواق التطورات في اسعار الفائدة، اذ لا يستبعد المحللون خفض الفائدة الاميركية ثانية بعد ان نوه الن غرينسبان رئيس مجلس الاحتياط الفيديرالي الى احتمال ذلك عندما قال ان نمو الاقتصاد الاميركي سيتباطأ هذه السنة. وخفض مجلس الاحتياط سعر فائدة صندوق الاحتياط الى 5.25 في المئة من 5.5 في المئة الاسبوع الماضي.