تشكل سوق تطوير طائرات "ميغ" أحد المنافذ الرئيسية التي تحاول الصناعات العسكرية الاسرائيلية الاستفادة منها لتعويض تراجع قيمة صادراتها. وأبرمت الشركات الاسرائيلية عقوداً عدة في الاعوام الأخيرة مع الهند وتركيا وغيرها من الدول التي ترغب في تطوير أسلحتها الجوية وتحديث طائراتها السوفياتية والاميركية الصنع لإبقائها في الخدمة حتى سنة 2015. وشهد معرض "فارنبره - 98" الذي يختم فاعلياته اليوم، عرض أول طائرة "لانسر - 3" وهي ثمرة تعاون بين اتحاد "ايروستار" الروماني وشركة "ايلبيت" الاسرائيلية، تم ابرامه في 24 اب اغسطس 1995 لتحديث 110 طائرات "ميغ 21" يملكها سلاح الجو الروماني وفق معايير حلف شمال الاطلسي ضمن صفقة تصل قيمتها الى 345 مليون دولار. وأبرمت المؤسستان في 16 آذار مارس الماضي، لمناسبة تجاوز طراز "لانسر" ألف رحلة تجريبية، اتفاقاً تم بموجبه تشكيل شركة تحمل اسم "ايه.اي" يملك الاتحاد الروماني 55 في المئة منها مقابل 45 في المئة للشركة الاسرائيلية. وتتولى الشركة الجديدة ادارة مشروع تحديث طائرات "ميغ - 21"، التي يطلق عليهم بعد تجهيزها محركات واجهزة الكترونية جديدة اسم "لانسر" اضافة الى ادارة مشروع ثان يستمر حتى سنة 2001 ويكلف 100 مليون دولار لتطوير اسراب طائرات الهليوكوبتر المتعددة المهام من طراز "اي.ايه ا - 330" التي يملكها سلاح الجو الروماني. ويرغب الجانبان في دخول المشاريع التي تنفذها دول أوروبية وأخرى في آسيا وافريقيا لتحديث طائراتها السوفياتية الصنع، إلا ان الهدف الرئيسي للمشروع الجديد يبقى تطوير طائرات "ميغ 21 بيس". وكانت طائرة "ميغ - 21" صُممت في البداية لتكون طائرة اعتراضية تعمل في الظروف المناخية العادية. وبدأ انتاج الجيل الأول الذي تبين انه كان ذا تسليح منخفض ومدى قصير، عام 1958 وجرى بعد ذلك توسيع هيكل الطائرة وزيادة تسليحها ومداها في عملية تطوير مختلفة أسفرت عام 1962 عن تطوير الجيل الثاني وهو طائرة "ميغ 21 بي.اف.ام.اي". وانتج من هذين الطرازين نحو 10 آلاف طائرة لا يزال الكثير منها يعمل في الأسلحة الجوية لدول عربية. وعام 1972 بدأ انتاج الجيل الثالث والأخير من طائرة "ميغ - 21"وهو الطراز "ميغ 21 بيس" الذي يتميز بخفة وزنه وتصميم أقوى وأكثر انسيابية بالإضافة الى تجهيزاته الالكترونية المتقدمة. ويصل عدد طائرات "ميغ 22 بيس" التي انتجت بين عامي 1972 و1974 في مصانع "غوركي" السوفياتية الى 2030 طائرة، في حين منحت موسكو ترخيصاً للهند لبناء 220 طائرة من هذا الطراز في مصانع "هندوستان ايرونويتكس" في ناسيك في ولاية بنغالور. وانتهت الهند من بناء طائراتها عام 1987. اما الصين فهي تواصل بناء هذا الطراز، لكن ضمن تصميم جديد مشابه يطلق عليه "أف - 7" ويصدر الى دول عدة من بينها ايران وباكستان. وتسمح عملية تحديث معدات القتال الالكترونية، من شاشات عرض رقمية ورادارات قادرة على التعامل مع أهداف عدة وأنظمة قتال قادرة على مواجهة التشويش، بالإضافة الى تغيير المحرك وتحسين انسيابية الهيكل، بإطالة عمر المقاتلة "ميغ 21 بيس" وضمان بلوغها 80 في المئة من الامكانات القتالية لطائرة "اف - 16". ويعتبر الحل الأفضل والأرخص لوزارات الدفاع في دول عدة في آسيا وأوروبا وافريقيا عاجزة عن تسديد كلفة شراء طائرات حربية حديثة. وتبلغ كلفة تطوير طائرة "ميغ 21 بيس" ثلاثة ملايين دولار. وقالت مصادر في انحاء "ايروستار" ان سوق تحديث هذا الطراز لا تقل عن 1.5 بليون دولار مشيرة الى ان هناك ما لا يقل عن 600 طائرة "ميغ 21 بيس" لدى دول صديقة لحلف شمال الاطلسي. وبثت شركة "ايه اي" خطي انتاج وتجميع نهائي في مصانعها في باكاو قادرين على التعامل مع 20 طائرة في آن، على ان يتم اكمال بناء الخطين آخر الشهر الجاري. وأنهت حتى الآن تسليم نحو 60 طائرة "لانسر 3" للقوات الرومانية. وباشرت كرواتيا اجراء محادثات مع الجانب الاسرائيلي لتطوير بعض طائراتها، في حين لم تحرز المفاوضات مع اثيوبيا اي تقدم حتى الآن، على خلاف ما أشيع عن اتفاق تم التوصل اليه لتطوير عشر طائرات اثيوبية. وتتنافس شركة "صناعة الطائرات الاسرائيلية" مع شركة "ايليبيت" للاستحواذ على سوق طائرات "ميغ 21". وطورت الشركة الأولى نموذجاً أطلقت عليه "ميغ 21 - 2000" وقامت بتنفيذ عقود لسلاحي الجو الكمبودي والزامبي لتحديث طائراتهما من هذا الطراز. وتشكل الشركات الغربية بالاضافة الى مجمع "ميكويان" الروسي منافساً قوياً تعجز الشركتان الاسرائيليتان عن مجاراتهما. مما اضطرها الى الدخول في مشاريع مشتركة على غرار مشروع "ايه.اي" سيما وان رخص السلاح الروسي يلغي الحاجة في أحيان كثيرة الى تطوير الانظمة المتقادمة، في وقت تجهد صناعة السلاح الاسرائيلية لاستخدام نحو 100 ألف فني وخبير روسي هاجروا اليها مع فتح باب الهجرة امام اليهود السوفيات