استبعد الزعيم المعتدل لألبان كوسوفو ابراهيم روغوفا جيش تحرير الاقليم من وفد المفاوضات الذي شكله، فيما شكك المراقبون بنجاح الوفد في التأثير على التطورات على الأرض، حيث يتصاعد القتال وتزداد مآسي السكان. ودعا روغوفا الألبان الى دعم قراراته وشدد على وجوب ان يعلق الصرب عملياتهم العسكرية في الاقليم شرطاً ضرورياً لتوفير مناخ ايجابي للمفاوضات. ورد جيش تحرير كوسوفو على استبعاده عن المفاوضات بالاعلان عن قيام جناحه السياسي برئاسة زعيم الحزب البرلماني آدم ديماتشي الذي يقود المعارضة لنهج روغوفا. وضم هذا الجناح كلاً من الناطق الاعلامي لجيش التحرير ياكوب كراسينجي وخمسة آخرين هم جواد خاليتي وهاشم فاجي وباردولي محموتي وسوكولي باشوتا وفاتون ميخموتاي. وجاء في بيان أصدره الجيش ان الاعلان عن جناحه السياسي جاء "في اطار تشكيل مؤسسات الجيش لوقف التكهنات في شأن قيادته ووضع حد لأي إدعاء بتمثيله". وأشار البيان الى ان المعلنة اسماؤهم "يعتبرون ممثلي جيش التحرير ومفوضين تمثيله لدى الأطراف المحلية والجهات الدولية". من جهة اخرى، رحب كل من الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة وروسيا بقرار روغوفا تشكيل فريق المفاوضات الألباني. واعتبروه "خطوة في الاتجاه الصحيح وشرطاً لاستئناف حوار حقيقي بين حكومة بلغراد وممثلي الألبان حول مستقبل الاقليم". وامتدحت حكومة بلغراد تشكيل الوفد الالباني، وقال نائب رئيسها الصربي نيكولا شائينوفيتش ان وفد بلاده "مستعد للعمل من أجل تقدم المفاوضات نحو الحلول الايجابية". واجتمع السفير الاميركي في مقدونيا كريستوفر هيل أمس في بريشتينا مع الوفد الذي شكله روغوفا. وذكرت المصادر الألبانية انه "جرى خلال الاجتماع مناقشة الأمور التي ستبحث في المفاوضات مع السلطات الصربية والجدول الزمني لها". وتكون وفد المفاوضات الألباني من المقربين الى روغوفا ورأسه فهمي اغاني وضم كلاً من فاتمير سيدي وايديتا طاهري وتادي رويجي والياس كورتيشي. وأشار مراقبون الى ان ضغوطاً اميركية وأوروبية شديدة على روغوفا اسفرت عن تشكيل الوفد "على رغم اتفاق الآراء بأنه لا يمكن تحقيق وضع مستقر ما لم يشترك جيش تحرير كوسوفو في أي عملية لإحلال السلام في الاقليم". وازدادت المخاوف من ان تكون عملية تصفية جيش تحرير كوسوفو بصفته عائقاً، عهدت الى القوات الصربية التي تواصل هجماتها على أماكن وجوده من دون ان تتحرك الدول الغربية ومؤسساتها العسكرية بصورة فعلية لإيقافها ومنع تماديها في تدمير القرى وتهجير سكانها. وأعلن الناطق باسم المركز الاعلامي الألباني في كوسوفو اسماء 12 قرية قرب الحدود مع البانيا دمرتها القوات الصربية واحرقتها خلال اليومين الأخيرين "ما أدى الى هروب 25 ألفاً من سكانها". واستمر القتال العنيف في بلديتي ديتشاني وجاكوفيتسا ويحاول المقاتلون الألبان صد الهجمات الصربية على قرية يونيك والمناطق المحيطة بها. فيما أعلنت مصادر حكومة بلغراد ان أكثر من 20 ألف الباني سلموا أسلحتهم الى السلطات الصربية في انحاء كوسوفو.