اعلنت القوات الصربية انها استعادت مزيداً من المواقع التي كان سيطر عليها مقاتلو جيش تحرير كوسوفو فيما يزداد القلق الدولي من تفاقم الأزمة الانسانية لآلاف الألبان النازحين عن ديارهم. وتصاعد الضغط الدولي على الرئيس اليوغوسلافي سلوبودان ميلوشيفيتش للوفاء بتعهداته بوضع حد للهجوم الصربي في كوسوفو وعودة الفارين من السكان الى قراهم وتوفير الظروف التي تساعد على استئناف مفاوضات التسوية السلمية لمشكلة الاقليم. وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الأميركية جيمس روبن ان حلف شمال الأطلسي "يعد خطط طوارئ لاحتمال استخدام القوة العسكرية في كوسوفو". وأشار الى أن هذه الخطط قد تصبح جاهزة في وقت قريب بعدما طلب السكرتير العام للحلف خافيير سولانا اضافة بعض التعديلات عليها "كي يتسنى لقوات الحلف استخدامها عند الضرورة". وأعرب روبن عن أمله بأن "يدرك الرئيس ميلوشيفيتش الوضع جيداً". وحمّل وزير الخارجية الألماني كلاوس كينكل الطرفين الصربي والألباني مسؤولية جمود المحادثات الهادفة لحل أزمة كوسوفو. وعبر كينكل في تصريح صحافي عن مخاوفه من اتجاه أفواج النازحين الألبان الى المانيا "التي رفضت اعطاء اللجوء السياسي لحوالي 150 ألف ألباني ويصلها شهرياً أكثر من 3 آلاف ألباني آخر من كوسوفو". في غضون ذلك توقع التلفزيون اليوغوسلافي ان يصل نائب وزير الخارجية الروسي نيكولاي أفاناسيفسكي اليوم الاربعاء الى بلغراد "لاجراء محادثات مع المسؤولين اليوغوسلاف وممثلي ألبان كوسوفو ضمن مساعي مجموعة الاتصال الدولية لحل أزمة الاقليم". واعلنت القوات الصربية انها أصبحت الآن تسيطر على مساحات واسعة من وسط اقليم كوسوفو "بما فيه الطريق الرئيسية الغربية التي تربط العاصمة بريشتينا بمدينة بيتش". وأضافت ان الوحدات العسكرية العاملة في المنطقة الغربية من الاقليم القريبة من الحدود مع البانيا "طردت الانفصاليين الألبان من قرية سمونيتسا وشددت الحصار على قرية يونيك التي يتجمع فيها أكثر من ألف ارهابي". وحذرت هيئة منظمة شؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة في بريشتينا من تحول مشكلة النازحين في كوسوفو الى محنة انسانية "بعد أن وصل عدد الذين شردوا من ديارهم بسبب القتال والهجمات الصربية منذ مطلع العام الجاري الى نحو 200 ألف شخص".