اعلن رئيس لجنة الاممالمتحدة المكلفة نزع اسلحة الدمار الشامل أونسكوم ريتشارد بتلر، امس، ان نائب رئيس الوزراء العراقي السيد طارق عزيز أبلغه ان بغداد "ليست مستعدة لمواصلة العمل مع اللجنة الخاصة" في الوقت الحاضر. ووصف الأمين العام للمنظمة الدولية كوفي أنان هذا التطور بأنه "كبوة وقتية". وفي ردود فعل على هذا التطور حمّلت الولاياتالمتحدةوبريطانيابغداد مسؤولية انهيار المحادثات، مشددتين على ضرورة تنفيذه قرارات الاممالمتحدة من دون شروط، بينما دعت روسيا الى "عدم تأزيم" الموقف وأعربت فرنسا عن "قلقها". وتمسك البيت الأبيض بموقفه القائل ان العقوبات "لن ترفع" عن العراق وشدد على ان الولاياتالمتحدة مستعدة لأي شيء مشيراً الى "اننا لا نزال نملك قوة عسكرية كافية في المنطقة للتعامل مع أي احتمال". وأكدت وزارة الدفاع في هذا الخصوص ان هذه القوة تتألف من الحاملة "ابراهام لينكولن" المزودة 90 طائرة حربية ونحو 200 طائرة اخرى مرابطة في بر المنطقة. وفي السياق ذاته اكد وزير الخارجية الكويتي الشيخ صباح الاحمد الصباح ان بلاده "لا تتدخل" في الشؤون الداخلية للعراق. وقال: "نحن لسنا دولة عضواً فى مجلس الامن ولسنا دولة عظمى حتى نفرض على المجلس ان يرفع العقوبات أو يبقيها على العراق". ونفى ان تكون بلاده تقدم مساعدة للمعارضة العراقية، وأوضح: "يؤسفني ان العراق أدخل الكويت في هذا الأمر وهم في صحافتهم واذاعتهم يقولون ان الكويت تمول المعارضة العراقية، وأؤكد ان الكويت لا تتدخل في شؤون أي بلد ولن تقبل بأن يتدخل في شؤونها اي بلد". لكنه استدرك بأنه "اذا كانت هناك ضرورة لمساعدة انسانية لاشخاص معينين فهذا ممكن". وقال بتلر إثر وصوله الى البحرين بعدما انهارت محادثاته مع المسؤولين العراقيين في بغداد: "اقترحت عليه عزيز برنامجاً جديداً لتسريع العمل للاسابيع الخمسة المقبلة لمحاولة حل معظم المسائل المعلقة، خصوصاً في مجال الاسلحة الكيميائية والصواريخ قبل تقديم تقريرنا الى مجلس الامن في تشرين الاول اكتوبر المقبل"، ولكنه "رفض الاقتراح قائلاً انه ليس مستعداً لمواصلة العمل مع اللجنة الخاصة في خصوص هذه المسائل وأنه لن تكون هناك مناقشات جديدة في الوقت الحاضر". وتابع بتلر: "سأطير الى نيويورك هذه الليلة واقدم تقريراً الى مجلس الامن الخميس" المقبل. وفي نيويورك أعرب أنان عن امله في ان يكون الخلاف بين "أونسكوم"والعراق كبوة يمكن تجاوزها"، بينما صرح الناطق باسم وزارة الخارجية الروسية فلاديمير رحمانين في موسكو ان روسيا تدعو الجانبين الى مواصلة تعاونهما. واعتبر: "من المهم جدا عدم زيادة التوتر حول العراق ومواصلة التعاون الطبيعي ... لتطبيق قرارات مجلس الامن". وألقت بريطانيا بثقلها وراء بتلر ووصفت الانتقادات العراقية له بأنها "سخيفة". وقال وزير الخارجية روبن كوك ان لندن "مستاءة لأن التصرفات الغريبة للحكومة العراقية تعوق مجدداً على ما يبدو اعمال اللجنة". وتابع: "يجب ان ننتظر بالطبع تقرير السيد بتلر الشامل لمجلس الامن قبل التعليق بالتفصيل، ولكن في الوقت ذاته فإن المزاعم العراقية" بإن اللجنة "تساوم على نقاط تافهة ماهي إلا مزاعم سخيفة بوضوح". وجاء في بيان لوزارة الخارجية الفرنسية أن باريس تسعر بالقلق "ونكرر ان التعاون الجيد" بين "أونسكوم" والعراق "امر ضروري لا يمكن تفاديه اذا كانت هناك رغبة لرفع العقوبات". وفي واشنطن اعتبر بي جي كرولي الناطق باسم البيت الابيض ان من الواضح ان الرئيس العراقي لديه انطباع خاطيء بأنه يستطيع وضع نهاية سابقة لاوانها للعقوبات الدولية. وقال: "ارجح ان صدام حسين شاهد حلقات كثيرة من مسلسل ستار تريك العلمي الخيالي التلفزيوني، فهو يعتقد انه يستطيع اللجوء الى مجلس الامن لينتقل على الفور من بند عدم الاذعان الى الاذعان". وتابع ان فرق التفتيش الدولية تتبع خطة عمل "لسد الفجوات الموجودة في ما نعرفه عن برامجه العراق لاسلحة الدمار الشامل".وزاد: "ليس هناك اي علامات في هذه المرحلة تدل على ان العراق مستعد لسد هذه الفجوات ونتيجة لذلك فإن العقوبات ستبقى كما هي حتى يذعن".