حذرت وزيرة الخارجية الأميركية العراق أمس من ان الولاياتالمتحدة ستستخدم القوة عند الضرورة ردا على اي تهديد من بغداد في سياق المواجهة الحالية مع "اونسكوم". واتهمت الرئيس العراقي صدام حسين بالسعي الى تحويل ما اسمته مواجهة بين الأممالمتحدةوالعراق الى مواجهة عراقية - أميركية. ونفى البيت الأبيض أمس ان تكون واشنطن تدخلت لدى لجنة نزع أسلحة الدمار الشامل العراقية أونسكوم كي لا تنفذ عمليات تفتيش مفاجئة في العراق. وكانت صحيفة "واشنطن بوست" نقلت أمس عن "مصادر ديبلوماسية اميركية" ان وزيرة الخارجية مادلين اولبرايت اتصلت هاتفياً برئيس "اونسكوم" ريتشارد بتلر في الرابع من الشهر الجاري وطلبت تجنب التسبب في أزمة جديدة مع العراق، وإلغاء عمليات تفتيش مفاجئة بحثاً عن الأسلحة المحظورة. وكان بتلر في المنامة آنذاك. تفاصيل اخرى في الصفحة 4 وأصدرت أولبرايت في ساعة متقدمة ليل الخميس بياناً مقتضباً اكدت فيه ان "السياسة الاميركية تعطي التأييد الكامل للجنة ولم أقل أبداً للسفير بتلر كيف يقوم بعمله". وعلق الناطق باسم البيت الأبيض مايكل ماكوري على تقرير الصحيفة بقوله ان الادارة الاميركية بحثت مع المسؤولين الدوليين في "توقيت" عمليات التفتيش التي تنفذها "اونسكوم" وزاد: "تشاورنا معهم حول أفضل طرق لتنفيذ مهمتهم". وصرح بتلر الى صحيفة "واشنطن بوست" بأن الايحاء بأنه تلقى أوامر من واشنطن يشكل "تشويهاً بالغاً لما حدث". وأضاف ان ليس بين الدول الاعضاء في مجلس الأمن، بما فيها الولاياتالمتحدة "من أدعى انه يوجه إلي تعليمات". وأفادت الصحيفة ان اتصال اولبرايت برئيس لجنة نزع السلاح كان في شأن عمليات تفتيش مفاجئة لموقعين بعد الحصول على معلومات عن امكان العثور فيهما على اسلحة محظورة ووثائق تكشف محاولات العراق اخفاء معلومات عن برامجه التسلحية. وأضافت الصحيفة ان "مسؤولاً آخر رفيع المستوى اتصل ببتلر للغرض نفسه في السابع من الشهر الجاري". وكان بتلر رويترز أرسل مساعدين الى لندنوواشنطن أواخر حزيران يونيو الماضي لإبلاغ المسؤولين عمليات التفتيش. واعترفت الدولتان بحق اللجنة في اتخاذ قراراتها الخاصة، لكنهما عملتا معاً من أجل إثناء بتلر عن تنفيذ العمليات المفاجئة. وأشارت الصحيفة الى ان ديريك بلومبلي المسؤول في وزارة الخارجية البريطانية التقى بتلر في 15 تموز يوليو الماضي وأبلغه ان الوقت غير مناسب للقيام بتحد استفزازي للعراق. وأضافت انه بعد فترة وجيزة من هذا الاجتماع التقى بتلر السفير بيتر بورلي الرجل الثاني في البعثة الاميركية لدى الاممالمتحدة للتشاور في شأن عمليات التفتيش. وجاء هذا السجال ورد البيت الأبيض أمس وسط الأزمة التي نجمت عن قرار بغداد وقف التعاون مع "اونسكوم" والوكالة الدولية للطاقة الذرية، وبدء ممثل الامين العام للامم المتحدة براكاش شاه حواراً مع نائب رئيس الوزراء العراقي السيد طارق عزيز في بغداد ليل الخميس. ونقل براكاش شاه الى طارق عزيز رسالة "صارمة" من الأمين العام كوفي انان تحض على التراجع عن القرار العراقي. ثم أعلن ان بغداد مستعدة لمواصلة الحوار مع الاممالمتحدة. وأفاد ديبلوماسيون في نيويورك ان مجلس الأمن عقد في وقت متقدم ليل الخميس جلسة مغلقة وقرر تأجيل درس أي تحرك للرد على القرار العراقي، بانتظار انتهاء مهمة براكاش شاه. ونقلت وكالة "فرانس برس" عن هؤلاء الديبلوماسيين ان اميركا وبريطانيا طلبتا استعجال الرد على طلب "التعليمات" الذي قدمته "أونسكوم"، لكن غالبية اعضاء المجلس تمنت التريث بانتظار ما ستسفر عنه مهمة ممثل انان. وأفاد نائب المندوب الصيني ان رئيس مجلس الأمن اقترح ان يؤجل الى الاثنين نقاش الرد على طلب "اونسكوم".