أعلن ريتشارد بتلر رئيس اللجنة الخاصة المكلفة نزع أسلحة الدمار الشامل أونسكوم أنه سيكون في إمكانه أن يبلغ مجلس الأمن أن العراق نفذ التزاماته في هذا المجال بحلول تشرين الأول اكتوبر المقبل إذا قبلت بغداد "خريطة" قال إنه سيكشفها لها لتحديد ما يجب أن تفعله. وسيتوجه بتلر إلى بغداد بعد يومين من تقديم تقريره إلى مجلس الامن الأربعاء المقبل لاقناع العراقيين بالتعاون معه. وأكدت بغداد أنها متفائلة بإمكان رفع الحظر الدولي قريباً لأنها نفذت "كل التزاماتها" في شأن أسلحة الدمار الشامل. وقال وزير الاعلام همام عبدالخالق، رداً على تصريحات بتلر: "نحن متفائلون دائماً، نفذنا كل ما هو مطلوب ونتعاون مع أونسكوم والأمين العام" للأمم المتحدة كوفي أنان. وأعرب عن أمله بأن "يسير كل شيء في الاتجاه الصحيح وترفع العقوبات قريباً". وأكد سفير العراق لدى الأممالمتحدة نزار حمدون أن العراق لم يعد يحتفظ بشيء ليقدمه إلى اللجنة الخاصة. وأوضح بتلر للمراسلين الاجانب خلال مأدبة غداء في سيدني أمس انه سيقدم تقريراً إلى مجلس الامن في الثالث من الشهر المقبل يحدد فيه المواقع التي رصدتها "أونسكوم" والمواقع التي لا تزال قيد البحث والتدمير. وتابع انه ينوي استخدام الصور التي التقطتها طائرات الاستكشاف "يو - 2" والمعلومات التي جمعتها الاستخبارات وازيلت عنها السرية والأدلة التي جمعتها اللجنة ليرصد بالتحديد اسلحة الدمار الشامل التي لا تزال موجودة في العراق. وقال: "أقترح ان نتقاسم الآن كل شيء مع العراقيين ومجلس الامن. نضع خريطة ونقول لهم ما المطلوب منهم". وأضاف: "سنبلغهم العراقيين آخر ما نحتاج إليه كي نعطي تقريراً وافياً عن صواريخهم والأسلحة الكيماوية والبيولوجية التي انتجوا منها عددا لا بأس به في الماضي. سنطلب منهم العمل معنا وتمكيني من الذهاب الى المجلس في تشرين الأول لأقول إن المهمة انجزت". وأعرب بتلر عن اعتقاده أنه لم تبق في العراق أسلحة يجب البحث في مصيرها. وصرح بأن "أونسكوم" تعرف تماماً الآن مصير 817 من 819 صاروخاً من طراز "سكود" اشترتها بغداد من الاتحاد السوفياتي و50 رأساً لأسلحة بيولوجية وكيماوية، وان الأربعين الأخرى يجري تحليلها في معامل الولاياتالمتحدة. ولكن يبقى على بغداد ان تقدم معلومات عن وقود لا تصلح سوى للاستخدام في صواريخ "سكود". ولا تزال بغداد متمسكة بتقارير قدمتها أكدت فيها انها انتجت أربعة أطنان فقط من غاز الاعصاب "في اكس"، بينما يعتقد بتلر أنها انتجت كميات أكبر، ويرى أن "هذه امثلة على ما ستتضمنه الخريطة". وفي ما يتعلق بالأسلحة البيولوجية، قال بتلر إنه لا يزال هناك "ثقب أسود". وأقر بأن خطوته المقترحة بوضع خريطة محددة للمطلوب من العراق، قد تدفع بغداد الى كشف المواقع التي يرصدها تقريره فقط، لكنه قال إن حجم المعلومات المتوافرة لدى المفتشين يكفي لتجنب هذه النقطة السلبية. وذكر ان إنهاء المواجهة الأخيرة بين العراق والمفتشين تحقق من خلال "الانجاز الكبير" الذي حققه أنان، حين اقنع العراق بالسماح لهم بدخول المواقع الرئاسية برفقة وفد من الديبلوماسيين. وأعرب عن اعتقاده أن نهاية المواجهات بين العراقوالأممالمتحدة أصبحت في مرمى البصر، لكنه استطرد: "اذا كان هذا سباقاً من خمس مراحل، قطعنا بالفعل اربع مراحل". الى ذلك اعلن الناطق باسم الأمين العام للأمم المتحدة فرد اكهارت ان انان سيلتقي غداً في نيويورك وزير الخارجية العراقي محمد سعيد الصحاف الذي سيجتمع ايضاً مع المسؤولين في "اونسكوم" للبحث في "كل جوانب عملية نزع السلاح" قبل اجتماع الخبراء مع مجلس الأمن لابلاغه "ما تبقى" من عمل يجب استكماله في اطار تنفيذ العراق مطالب اللجنة الخاصة. وعلّق سفير العراق لدى الاممالمتحدة على تصريحات بتلر قائلاً: "انه امر جيد ان نسمع ان بتلر يأمل بانتهاء العمل قريباً ونتمنى ان يسير في هذا الطريق وان تأتي الافعال لتؤكد هذا الاتجاه". وسيصل الصحّاف الى نيويورك اليوم يرافقه وفد فني لاجراء محادثات مع خبراء "اونسكوم" قبل اجتماعهم مع اعضاء مجلس الامن في الثالث من الشهر المقبل. وطلبت بغداد ان يلتقي الوفد العراقي خبراء "اونسكوم" واعضاء المجلس.