بغداد، نيويورك، رويترز، أ ف ب - غادر ممثل الامين العام للامم المتحدة في العراق براكاش شاه بغداد امس عائداً الى نيويورك بعدما فشل في اقناع المسؤولين العراقيين بالتراجع عن قرار وقف التعاون مع اللجنة الخاصة المكلفة التحقق من نزع اسلحة الدمار الشامل اونسكوم والوكالة الدولية للطاقة الذرية. ورفض شاه وصف المأزق الحالي بأنه أزمة، مشيراً الى انه ما زال ممكناً حلّ المشكلة بين بغداد وفرق التفتيش. وكان مجلس الامن جدد دعمه الكامل "اونسكوم" والوكالة لاستكمال مهماتها في العراق، واعتبر ان قرار معاودة عمليات التفتيش يعود اليهما وحدهما. واشترطت بغداد للتراجع عن قرارها تغيير تركيبة اللجنة الخاصة ونقل مقرها من نيويورك الى جنيف او فيينا لتكون "أقل عرضة للنفوذ الاميركي". ويواصل اعضاء في "اونسكوم" عمليات تدخل في اطار الرقابة الدائمة على منشآت عراقية. وكان براكاش شاه اعلن اول من امس ان بغداد رفضت تغيير موقفها. واوضح لوكالة "فرانس برس" قبيل مغادرته الى نيويورك ان لا جديد في الموقف العراقي. ويتوقع ان يطلع ممثل الامين العام مجلس الامن على نتائج مهمته. وجددت بغداد امس حملتها الاعلامية على رئيس اللجنة الخاصة ريتشارد بتلر واتهمته صحيفة "العراق" الرسمية بالتجسس على العراق لمصلحة الولاياتالمتحدة، معتبرة انه يخفي مهمته "الشريرة" وهي "التجسس لحساب وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية" سي. آي. اي". ونشرت صحيفة "الثورة" الناطقة باسم حزب البعث الحاكم في العراق رسماً كاريكاتورياً لبتلر وهو يُعدم بتهمة التجسس. وتؤكد بغداد ان مصير كل اسلحة الدمار الشامل العراقية تحدد، وان الحظر الدولي كان يجب رفعه منذ فترة طويلة، اما بتلر فيصر على وجود فجوات في شأن برنامج الاسلحة البيولوجية العراقية. في نيويورك اكد ناطق باسم الاممالمتحدة ان العراق لن يتمكن من تصدير كميات من النفط تكفي لبلوغ العائدات المحددة بموجب "اتفاق النفط للغذاء". ويتوقع ان تكون نسبة النقص 25 في المئة من العائدات، اي نحو بليون دولار. وقال جون ميلز الناطق باسم برنامج "النفط للغذاء" ان النقص في العائدات النفطية سينعكس على تطوير برامج الكهرباء وتنقية المياه في العراق، واستدرك ان ذلك لن يشمل زيادة المخصصات للأغذية والأدوية في المرحلة التي بدأت في 30 ايار مايو الماضي وتنتهي في 25 تشرين الثاني نوفمبر. ووافقت الاممالمتحدة في 20 حزيران يونيو على استيراد العراق ما قيمته 300 مليون دولار من قطع الغيار لاصلاح منشآته النفطية، لكن لجنة العقوبات وافقت حتى الآن على 7 عقود فقط من 41 قدمتها بغداد. وقال سفير العراق لدى الاممالمتحدة نزار حمدون الثلثاء انه يشعر بخيبة امل للتأخير في المصادقة على هذه العقود وحمّل الولاياتالمتحدة المسؤولية. انان سعيد بالتهدئة وصرح فرد ايكهارد الناطق باسم الأمين العام للامم المتحدة كوفي انان ليل الثلثاء بأن انان "سعيد لأن مجلس الأمن اعتمد موقف تهدئة بدل موقف مواجهة مع تهديدات عسكرية" للعراق. وأضاف: "لا يمكننا ان نستبعد ان يدرس المجلس مجدداً الخيار العسكري". واستبعد في هذه المرحلة تدخلاًَ شخصياً لأنان في هذا الملف. ويرى بعض الديبلوماسيين ان العراق تعمد إثارة مشكلة في الوقت الذي يجد الرئيس بيل كلينتون نفسه في موقع ضعف بسبب الفضيحة الجنسية مع مونيكا لوينسكي. ويعتبر احد الديبلوماسيين ان "هذا الأمر قد ينقلب على العراق" إذا رأى كلينتون الآن ان عليه ان يتحرك بحزم لإزالة هذا الانطباع بالضعف. لكن ديبلوماسيين آخرين يرون ان اميركا، ومع انقسام مجلس الأمن أكثر من أي وقت مضى، لن تهتم بالحصول على موافقة المجلس إذا أرادت اللجوء الى القوة ضد العراق.