لندن - "الحياة"، رويترز، ا ب - انزلقت الاسهم الآسيوية والاوروبية أمس في دوامة انهيار بورصة نيويورك يوم الاول من امس حيث مني مؤشر "داو جونز" بخسارة نسبتها 4.19 في المئة نتيجة تفاقم الازمة الاقتصادية في روسيا والتي باتت تهدد بانهيار النظام المالي في البلاد. وبدأت الموجة الاخيرة من هبوط اسعار الاسهم في الوقت الذي عاد فيه الرئيس الروسي بوريس يلتسن من اجازته وسط توقعات باستقالته. وقال محللون ان الاسواق ستظل مضطربة ريثما يتحدد الوضع السياسي في روسيا وتعلن موسكو تفاصيل خطة اصلاحات لانقاذها من الازمة المالية التي قالت تقارير ان اجمالي انكشافها يصل الى 200 بليون دولار. وشهدت البورصات الاوروبية تقلبات حادة أمس في انتظار افتتاح سوق نيويورك، اذ هبطت اسعار الاسهم بشدة فور افتتاح التعامل وعادت الى الارتفاع في الساعات التالية من التعامل خصوصا بعد الظهر مع اقتراب موعد افتتاح سوق نيويورك، ثم عادت الى الهبوط مقلدة تقلبات مؤشر "داو جونز". وبدأ التعامل في نيويورك أمس بهبوط مؤشر "داو جونز" نحو ست نقاط فور افتتاح السوق. وارتفع المؤشر في اللحظات التالية من التعامل نحو 50 نقطة وهبط اكثر من 30 نقطة عقب ذلك ليعود الى الارتفاع ثانية. وتأثرت الاسواق الاوروبية ايضا من استمرار الازمة الآسيوية حيث هبطت اسعار الاسهم بشدة خصوصا في طوكيو. وتراجع مؤشر "نيكاي" للاسهم اليابانية ال 225 الرئيسية ما دون مستوى 14 الف نقطة بنهاية التعامل وخسر 498.16 نقطة تعادل 3.46 في المئة من قيمته في ما يعتبر ادنى مستوى للمؤشر منذ نحو 12 عاما. وطالب وزير المال الياباني كييشي ميازوا الاسواق بالتريث قائلا ان اهم شيء في الوقت الحاضر هو التزام الهدوء وعدم الذعر والهلع، مشيرا الى ان هناك مشترين وبائعين في الاسواق ومع مرور الزمن سيستقر الوضع. وبلغت خسارة مؤشر "هانغ سنغ" لبورصة هونغ كونغ بنهاية التعامل أمس 93.23 نقطة تعادل 1.18 في المئة من قيمته، على رغم تقارير افادت ان الحكومة تدخلت أمس ايضا في السوق لدعم اسعار الاسهم من الانهيار. وقال متعاملون ان جهود حكومة هونغ خلال الاسبوعين الماضيين لم تفلح في وقف تدهور اسعار الاسهم. وهبطت الاسهم الالمانية بشدة متأثرة اكثر من البورصات الاوروبية الاخرى من تطورات الوضع الاقتصادي والسياسي في روسيا، نظرا الى انكشاف المصارف الالمانية اكثر من غيرها على المديونية الروسيا. وخسر مؤشر "داكس" للاسهم الالمانية الرئيسية اكثر من خمسة في المئة من قيمته في بداية التعامل، لكن الخسائر تقلصت في الفترة التالية من التعامل الى اقل من واحد في المئة وتوسعت الخسائر عقب افتتاح سوق نيويورك. وشهدت بورصة لندن كغيرها من البورصات الاوروبية أمس تقلبات حادة ، اذ تراجع مؤشر "فايننشال تايمز 100" نحو 92 نقطة فور افتتاح السوق، أي نمو 1.7 في المئة. وتوسعت الخسارة الى 224 نقطة خلال نصف ساعة، لكن المؤشر قلص خسارته بعد الظهر الى اقل من 20 نقطة نتيجة عمليات شراء من الباحثين عن فرص شراء رخيصة. وبدأ التعامل في بورصة باريس بهبوط مؤشر "كاك" للأسهم الفرنسية الرئيسية 148 نقطة تعادل نحو اربعة في المئة من قيمته. وكان المؤشر انخفض نحو 4.5 في المئة بنهاية التعامل يوم الاول من أمس. وعوض المؤشر خسارة امس في الساعات التالية من التعامل وارتفع نحو 10 نقاط مع بداية جولة التعامل بعد الظهر وواصل ارتفاعه عقب بداية التداول في سوق نيويورك. وهبطت اسعار اسهم المصارف في البورصات الاوروبية وخصوصا اسهم المصارف الالمانية اكثر من اسعار الاسهم الاخرى نظرا الى انكشاف المصارف على المديونية الروسية التي صدرت تقارير عدة في شأنها خلال الايام القليلة الماضية. ودفع الهبوط الحاد في أسعار الاسهم المستثمرين الى الانتقال الى السندات الأكثر امانا، وقفزت نتيجة ذلك اسعار السندات البريطانية والالمانية الى مستويات قياسية، في حين واصلت سندات الخزانة الاميركية ارتفاعها. وتراجع الدولار في الاسواق الدولية صباح أمس نتيجة الهبوط الحاد في بورصة نيويورك يوم الاول من أمس، وبدأ المستثمرون يتحولون الى عملات رئيسية اخرى من الدولار ومن بينها الفرنك السويسري، لكن الدولار عاد الى الارتفاع في الساعات التالية من التعامل في اوروبا. وبلغ سعر الدولار في لندن أمس 143.56 ين و1.7891 مارك مقابل 141.9 ين و1.79835مارك في نهاية التعامل يوم الاول من أمس في نيويورك. واستمرت المخاوف في الاسواق امس من انتقال الازمة الى اميركا اللاتينية حيث تواجه فنزويلا ازمة اقتصادية حادة نتيجة انهيار اسعار النفط خلال السنة الجارية. كما تواجه البرازيل أزمة اقتصادية