بغداد، نيويورك - أ ف ب، رويترز - تستعد الولاياتالمتحدة وبريطانيا لتقديم مشروع قرار إلى مجلس الأمن بتعليق المراجعة الدورية للحظر المفروض على العراق، رداً على وقفه التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية واللجنة الخاصة التابعة للأمم المتحدة المكلفة التحقق من نزع أسلحة الدمار الشامل أونسكوم. ودعت صحيفة "بابل" التي يديرها عدي نجل الرئيس العراقي، إلى توجيه "ضربات موجعة" إلى المصالح الأميركية في الدول العربية والإسلامية و"الجهاد ضد الطغيان" الأميركي. وكانت بغداد جددت تمسكها أول من أمس بقرارها وقف التعاون مع "اونسكوم"، فيما استمع مجلس الأمن إلى تقرير قدمه براكاش شاه ممثل الأمين العام للأمم المتحدة، عن مهمته الفاشلة في العراق أخيراً. وأفاد ديبلوماسيون ان فرنساوالصين أيدتا اقتراح الأمين العام كوفي أنان اجراء "مراجعة عامة سريعة" للوضع في العراق، وصرح شاه إلى الصحافيين بأن العراقيين "كانوا يشعرون بأن ليس هناك ما يدعوهم إلى تغيير موقفهم طالما لم أقدم اقتراحات لمناقشتها معهم". وقال القائم بأعمال البعثة الأميركية لدى الأممالمتحدة بيتر بورليه إن واشنطن ولندن "ستقترحان تعليق مراجعة الحظر طالما بقي العراق على موقفه الرافض معاودة التعاون مع مفتشي أونسكوم والوكالة الدولية للطاقة الذرية". وأشار نائب المندوب البريطاني لدى المنظمة الدولية ستيفن غومرسول إلى أن البلدين سيقدمان مشروع قرار في هذا الشأن هذا الأسبوع. يذكر ان مراجعة الحظر المفروض على العراق منذ ثماني سنوات تجري كل شهرين، وجدد مجلس الأمن الحظر الخميس الماضي لفترة شهرين. وجدد مندوب العراق لدى الأممالمتحدة السفير نزار حمدون تمسك بغداد بموقفها، وقال: "ننتظر لنرى هل يتجاوب المجلس مع اهتمامات العراق". وأوضح الرئيس الحالي للمجلس مندوب سلوفاكيا دانيلو تيرك أن الدول الأعضاء أجرت "نقاشاً واسعاً" أظهر "تصميم" المجلس على معاودة العراق تعاونه مع فرق التفتيش. لكن ديبلوماسيين أشاروا إلى ان المناقشات أظهرت الانقسام التقليدي بين الدول الخمس الكبرى، إذ تبنت واشنطن ولندن موقفاً متشدداً، في حين فضلت الصينوفرنسا وروسيا الحوار مع بغداد. معروف أن العراق اشترط لاستئناف التعاون مع "أونسكوم" تغيير تركيبتها ونقل مقرها من نيويورك إلى جنيف أو فيينا لجعلها "أقل خضوعاً للنفوذ الأميركي"، لكن مجلس الأمن جدد دعمه الكامل للجنة الخاصة ووكالة الطاقة، مشدداً على أن قرار استئناف عمليات التفتيش يعود إليهما وحدهما. "تفعيل الغضب" في بغداد، دعت صحيفة "بابل" أمس الدول العربية والاسلامية الى توجيه "ضربات موجعة" للمصالح الاميركية و"الجهاد ضد الطغيان" الاميركي. واعتبرت ان "المطلوب عربياً وإسلامياً وعالمياً ليس مجرد كلمات وخطب حماسية لا تضر ولا تنفع، بل تفعيل حال التضامن والتعاطف، وتحشيد الغضب والتنديد، إلى جبهة فعل مقتدر، والتخطيط لسياسات وبرامج واجراءات مؤذية للمصالح الاميركية - الصهيونية، وتوجيه ضربات موجعة إلى صميم هذه المصالح". وتابعت ان "الجهاد ضد الطغيان والغطرسة والعدوان هو جهاد حق ورسالة لأنه جهاد ضد الارهاب والشر والكفر"، مشيرة إلى أن الضربة الاميركية للسودان وافغانستان هي "عدوان ضد الانسانية جمعاء". واضافت الصحيفة ان "دوافع العدوان الأخير لم تعد خافية على أحد، فكلما واجه الرئيس الأميركي الفاسق أزمة في الداخل يصدّر هزيمته الى الخارج، بحثاً عن عدو جاهز لصرف انظار الشعب الاميركي عما يحيط به من فضائح مخزية باتت تزكم روائحها الأنوف، خصوصاً ان هذه الفضائح يؤطرها الزنا الفاحش والابتذال الرخيص". ورأت أن "الولاياتالمتحدة خسرت كل شيء تقريباً ولم تربح سوى قوتها الغاشمة الزائلة، وفقدت الصدقية والحق والعدالة والسمعة والمكانة الدولية واوغلت في الاثم والعدوان، وواصلت الجريمة بإبادة شعبنا، ووجهت سهام الغدر والبطش ضد الشعوب البريئة وانتهكت القرارات والقوانين الدولية واشاعت شريعة الغاب المستنكرة وصادرت حقوق الشعوب".