فشل مبعوث باكستاني إلى طهران في اقناع المسؤولين الايرانيين بموقف حكومته من التطورات الافغانية وقضية الايرانيين المحتجزين لدى حركة "طالبان". وأكدت ايران انها لا تزال تحمّل باكستان المسؤولية عن مصير ديبلوماسييها ومواطنيها المعتقلين لدى الحركة منذ السابع من الشهر الجاري. وأبلغت ايرانباكستان رسمياً ان موقفها من عملية احتجاز "الرهائن لا يمكن تبريره". وقالت ان "طالبان" تقوم "بلعبة خطيرة". وخلال زيارة خاطفة لم تستغرق اكثر من 24 ساعة سلّم وزير الدولة الباكستاني للشؤون الخارجية محمد صديق خان كانجو رسالة من رئيس الوزراء الباكستاني نواز شريف إلى الرئيس سيد محمد خاتمي. وأوضح كانجو للصحافيين في مطار مهراباد قبل ان يغادر طهران انه حمل "تطمينات وتأكيدات الى الشعب والحكومة في الجمهورية الاسلامية، الى ان باكستان تقوم بمحاولات حثيثة في قضية الديبلوماسيين الايرانيين وستبذل كل ما لديها من جهود ضمن الامكانات المتاحة". وشدد على ان حكومته "حريصة على استمرار تعاونها مع ايران". لكن يبدو ان المبعوث الباكستاني لم يقنع المسؤولين في طهران. اذ اعتبر وزير الخارجية كمال خرازي انه "يصعب تبرير موقف باكستان من عملية اعتقال الديبلوماسيين والعمال الايرانيين واحتجازهم كرهائن من حركة طالبان". وشدد خلال لقائه وكانجو على ان "توضيحات وردود اسلام اباد غير كافية، وغير مقنعة بتاتاً". وأكد خرازي ان بلاده تحمّل اسلام اباد "مسؤولية امن وحياة" الايرانيين لدى "طالبان". وفي مطار مهراباد، اوضح مساعد وزير الخارجية الايراني لشؤون آسيا والمحيط الهادئ محسن امين زادة ان المحادثات مع المبعوث الباكستاني خصصت للتطورات الافغانية وملف "الرهائن". وتابع: "أكدنا قلقنا وانزعاجنا من هذه التطورات وننتظر من باكستان توضيحات شافية". واعتبر ان حركة "طالبان" تقوم "بلعبة خطرة في افغانستان خلقت مشاكل عدة. الى ذلك، اعلن في طهران أن المسؤول عن الملف الافغاني في وزارة الخارجية الايرانية علاء الدين بروجردي طلب اعفاءه من مهمته. ونشر بعض الصحف في طهران انه لم يُبتّ في طلبه الى الآن. واعتبرت الخطوة اقراراً بفشل سياسة ايران في افغانستان.