جدّد وزير الخارجية الايراني كمال خرازي امس الأربعاء التأكيد على ان بلاده ما زالت تفضل التسوية السياسية والديبلوماسية في نزاعها مع "طالبان". وحض الحركة على الاستجابة لقرارات الأممالمتحدة، محذراً من ان بلاده قد تلجأ الى القوة العسكرية إذا فشلت المساعي السياسية. وكان خرازي يتحدث في مؤتمر صحافي امس في وقت كان مبعوث الاممالمتحدة المكلف بالملف الافغاني الأخضر الابراهيمي يجري لقاءات ومباحثات مع مسؤولين في طهران وشخصيات قيادية في الفصائل الافغانية المناوئة لحركة "طالبان". وتردد ان الابراهيمي التقى بزعيم الحزب الاسلامي قلب الدين حكمتيار، لكن مصادر مكتب الاممالمتحدة في طهران امتنعت عن تأكيد ذلك. وكان الابراهيمي أبلغ "الحياة" انه اجتمع في طهران أمس مع زعيم حزب الوحدة الشيعي عبدالكريم خليلي والزعيم الأوزبكي الجنرال عبدالرشيد دوستم وامتنع عن اعطاء تفاصيل عن لقاءاته. ومعلوم انه لم يعلن في طهران عن وجود دوستم وخليلي أو أي مسؤول في الفصائل الافغانية المناوئة ل"طالبان". ويتوجه الابراهيمي اليوم الى اسلام اباد حيث سيجري محادثات مع المسؤولين الباكستانيين وممثلين عن "طالبان". وفي طهران ايضاً، نفى خرازي ان يكون قرار سحب ستين ديبلوماسياً من باكستان، مؤشراً الى ان العلاقات بين البلدين تتجه نحو القطيعة. وشدد على ان القرار جاء "نتيجة لأسباب أمنية، اذ ان معطيات ومؤشرات وحوارات عدة أكدت ان الظروف الأمنية غير ملائمة لوجود عدد كبير من الديبلوماسيين الايرانيين في باكستان". وحول التطورات على الجبهة مع افغانستان، أوضح خرازي ان ايران "اتبعت حتى الآن سياسة ضبط النفس". وتابع: "نفضل التوصل الى تسوية سياسية ونأمل ان تستجيب طالبان الى مطالب ايران والمجتمع الدولي بما يجعل اللجوء الى القوة أمراً غير ضروري"، لكنه استطرد بالتشديد على ان "الخيار العسكري ليس مستبعداً"