بدأ حلف شمال الأطلسي مناورات أمس الاثنين في البانيا، فيما واصلت القوات الصربية عملياتها العسكرية الهادفة إلى تمشيط قرى بلدية بيتش بعد السيطرة على بلدة يونيك التي مثلت المعقل المهم الأخير لجيش تحرير كوسوفو. في غضون ذلك، نقلت الصحف الصادرة في بريشتينا عن فهمي اغاني الذي عينه الزعيم المعتدل إبراهيم روغوفا رئيساً لوفد المفاوضات الألباني، أن "توقف القوات الصربية عن أعمال العنف يمثل شرطاً ألبانياً للبدء في المفاوضات". وأوضح ان إقدام روغوفا على تشكيل وفد المفاوضات "جاء نتيجة الضغوط الدولية الشديدة التي تعرض لها، على رغم التوتر الناجم عن تمادي القوات الصربية في هجماتها على السكان الألبان". من جهة أخرى، بدأ الحلف الأطلسي أمس مناورات عسكرية برية وجوية في البانيا اطلق عليها "عملية التجمع التعاوني"، وتتواصل حتى السبت المقبل. ويشارك في هذه المناورات أكثر من 1700 جندي و50 طائرة مقاتلة واسنادية تنتمي إلى 11 دولة عضو في الحلف، إضافة إلى عدد من الدول المشاركة في برنامج الحلف للشراكة من أجل السلام ومن بينها روسيا. وجاءت المناورات بعد شهرين من تمارين جوية قامت بها طائرات دول الحلف في البانيا ومقدونيا. وذكرت مصادر الحلف في تيرانا أن المناورات الأخيرة تهدف إلى إظهار اهتمامه بالحفاظ على السلام في المنطقة بما في ذلك اقليم كوسوفو. لكنها أشارت إلى أنها "لا تسعى تحديداً إلى التأثير على سياسة بلغراد تجاه الاقليم". وناشدت صحيفة "كوخاديتورا" القريبة من جيش تحرير كوسوفو الصادرة في بريشتينا أمس، السكان الألبان "عدم تعليق الكثير من الآمال على تدخل الحلف في كوسوفو ووضع حد للهجمات الصربية على ديارهم، خصوصاً بعدما أصبحت الوعود الدولية مصدراً للحزن والألم". ووصفت الصحيفة حال آلاف الألبان الذين نزحوا عن منازلهم بسبب القصف الصربي بأنهم "محاصرون بين الصخور الشاهقة التي تحميهم من النيران الصربية". وأفاد الناطق باسم المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة أن الوضع في قرى لوجا وراوشيتش وغرابوفاتس في بلدية بيتش شمال غربي الاقليم "صار مرعباً بسبب كثافة ألسنة النيران وأعمدة الدخان المتصاعدة فيها نتيجة الانفجارات الشديدة الناجمة عن قصف المدفعية الصربية". وأضاف الناطق ان القوات الصربية "منعت العاملين في مجالات الاغاثة الانسانية من الوصول إلى هذه القرى واسعاف سكانها".