اكد جيش تحرير كوسوفو انه يستعد للدخول في مواجهة حاسمة مع القوات الصربية "لتحقيق الاستقلال الكامل للاقليم". جاء ذلك في وقت عرضت محطات التلفزيون الالبانية صوراً لشاحنة داخل اراضي كوسوفو تحمل صناديق خشبية أفيد ان في داخلها "كميات كبيرة من الاسلحة والعتاد التي حصل عليها جيش تحرير كوسوفو اخيرا". ونشرت صحيفة "كوخاديتورا" اليومية الصادرة في بريشتينا والقريبة من جيش تحرير كوسوفو بيانا نسبته الى القيادة العليا لهذا التنظيم، دعا كل الألبان في كوسوفو والدول المجاورة والعالم "الى الانخراط في صفوفه لطرد القوات الصربية المعتدية من كوسوفو". وحذر البيان القوى السياسية في كوسوفو من الاستمرار في "خداع الشعب الألباني" وطلب منها "العمل الجاد باتجاه المشاركة الفعلية في حرب التحرير". وفسر المراقبون في تيرانا هذا البيان بأنه رد مباشر على ما صرح به الزعيم المعتدل لألبان الاقليم ابراهيم روغوفا في مؤتمره الصحافي في بريشتينا الجمعة الماضي، ووصف فيه جيش تحرير كوسوفو بأنه "يتكوّن في معظمه من مواطنين عاديين يدافعون عن ديارهم من الهجمات الصربية". وشدد روغوفا على ضرورة وضع هذا الجيش تحت اشراف القوى السياسية في الاقليم "من اجل التحكم في الاعمال التي يقوم بها اضافة الى تقويم واضح للوضع في كوسوفو". واعتبرت صحيفة "بوليتيكا" شبه الرسمية الصادرة في بلغراد امس الاحد هذه التصريحات بأنها "دليل على صراع الهيمنة بين البان كوسوفو". ودعت الصحيفة الى "مؤازرة الألبان الذين يعتبرون ان الحل الوحيد هو السياسي وليس التهديد بالقوة واستخدامها". وكانت الادارة الاميركية حذرت جيش تحرير كوسوفو من شن اي هجمات جديدة على القوات الصربية، بينما وجه وزير الخارجية الألماني كلاوس كينكل اول من امس رسالة الى ابراهيم روغوفا اكد فيها على "ضرورة امتناع الألبان عن الاستمرار في اعمال العنف". ودعت الرسالة الزعيم السياسي الألباني الى "استخدام نفوذه لدى الذين يقومون بأعمال هجومية وحضهم على الكف عنها". وطلب كينكل التزام الألبان بموقف المانيا وغيرها من دول مجموعة الاتصال "الساعية الى ضمان حقوق الألبان المشروعة من دون انتهاك حرمة أراضي يوغوسلافيا وسيادتها". واستمرت المواجهات بين القوات الصربية والمقاتلين الألبان في كوسوفو، وذكرت المعلومات ان ثلاثة من افراد الشرطة الصربية قتلوا خلال اليومين الماضيين ووقع شرطي وجنديان في اسر مقاتلي جيش تحرير كوسوفو. وتسبب القصف الصربي على قرى بلديات ديتشاني وجاكوفيتسا وبريزرين خلال الأيام الأربعة الماضية في نزوح حوالى 8 آلاف الباني آخرين عن ديارهم ووصل نصفهم الى شمال البانيا. واستعدت البانيا لأي طارئ بسبب القتال القريب من حدودها. وبعد مناورات لقواتها البرية في مناطقها الشمالية، اعلنت قيام سلاحها الجوي المتكون من 15 طائرة "ميغ - 21" بطلعات وصفتها اذاعة تيرانا بأنها "لتأكيد قدرة البلاد الدفاعية على مواجهة اي تصعيد محتمل للوضع في المنطقة الحدودية مع كوسوفو"