صعد جيش تحرير كوسوفو عملياته العسكرية واسقط طائرة حربية صربية في وقت بدأت أول مفاوضات مباشرة أمس الجمعة بين الطرفين الصربي والألباني بخصوص مشاكل الأقليم. وأبلغ مصدر قيادي في هذا الجيش "الحياة" هاتفياً أن المقاتلين الألبان واجهوا هذه المفاوضات بپ"تشديد سيطرتهم على الطريق الرئيسية الغربية التي تربط بريشتينا بمدينتي كلينا وبيتش ووضعوا نقاط مراقبة فيها، مرّ من خلالها صحافيون يعملون في وكالات يابانية وبريطانية وغيرها". وأضاف ان جيش تحرير كوسوفو استنفر وحداته المقاتلة في بلدية ديتشاني اضافة الى قوات الدفاع الشعبية المحلية أمس، وبدأت هجوماً واسعاً في المنطقة الغربية القريبة من الحدود مع البانيا "لتحرير مزيد من الأراضي الاستراتيجية للعمليات الحربية". وأكد المصدر ان قياديين في الجيش اتصلوا بإبراهيم روغوفا وغيره من السياسيين الألبان "وحذروهم من مغبة أي تراجع يقدمونه خلال المفاوضات ويشكل تنازلاً عن مطلب الاستقلال الكامل لكل أراضي كوسوفو". وأشار المصدر الى ان قوات التحرير تعمدت اسقاط طائرة حربية صربية من طراز "ميغ - 21" شمال شرقي بريشتينا بحوالى 15 كيلومتراً، قبل ساعات من بدء المفاوضات "لتقدم انذاراً جلياً الى المتفاوضين بأن قدرات جيش تحرير كوسوفو على الحسم هي أقوى من أي قرارات يتخذونها". يذكر ان تلفزيون بلغراد أكد أمس سقوط طائرة تابعة لسلاح الجو اليوغوسلافي في كوسوفو. لكنه أوعز ذلك الى عطل في محركها "وان طيارها تمكن من القفز بالمظلة سالماً". من جهة أخرى، اجرى وفدان صربي وألباني مفاوضات أمس في مبنى الاتحاد الديموقراطي لألبان كوسوفو في بريشتينا وركزت على الأمور المتعلقة بخطط المحادثات المستقبلية بين الطرفين والاجراءات اللازمة لتوفير اجواء الثقة الضامنة لتهدئة الأوضاع واستمرار المحادثات. وراقب هذه المفاوضات السفير الاميركي في مقدونيا كريستوفر هيل الذي كان رافق المبعوثين الاميركيين ريتشارد هولبروك وروبرت غيلبارد خلال مهمتهما الأخيرة في المنطقة. واجتمع مع كل من الوفدين الصربي والألباني قبل بدء المحادثات. وتوافرت معلومات عن ان مواقف الوفدين كانت متناقضة تماماً اذ انطلق الصرب من اعتبار ان اقليم كوسوفو جزء من صربيا ويوغوسلافيا، بينما أكد الألبان على رأي غالبية سكان الاقليم الراغبين بالاستقلال، لكنهما اتفقا على استمرار المفاوضات. ورأس الوفد الصربي نائب رئيس حكومة جمهورية صربيا راتكو ماركوفيتش وضم أربعة اعضاء بينهم نائب رئيس الحكومة الاتحادية نيكولا شائينوفيتش ممثلاً للرئيس اليوغوسلافي سلوبودان ميلوشيفيتش، فيما رأس الوفد الألباني نائب رئيس حزب الاتحاد الديموقراطي لألبان كوسوفو فهمي اغاني وضم أربعة من زعماء ألبان الاقليم.