أكدت مصادر إسلامية جزائرية أمس ان زعيم الجبهة الإسلامية للإنقاذ المحظورة الشيخ عباسي مدني استقبل أخيراً وفداً من قيادة "الجيش الإسلامي للإنقاذ". وقالت ل "الحياة" ان مدني أكد لقادة الجناح المسلح للجبهة الإسلامية تأييده الهدنة التي التزموها منذ تشرين الأول اكتوبر 1997. وهذه المرة الأولى التي يُعرف فيها ان قادة "جيش الإنقاذ" التقوا مدني منذ وضعه في الإقامة الجبرية في الأول من أيلول سبتمبر 1997. ورفضت أوساط الجبهة الإسلامية أمس إعطاء تفاصيل عن اللقاء بين مدني وقادة "جيش الإنقاذ"، وهل انه حصل بموافقة السلطة الجزائرية. ومعلوم ان هناك وجوداً عسكرياً على مدخل منزل الشيخ عباسي في العاصمة، ولذلك فإن من المستبعد ان يكون حصل الإجتماع لو لم توافق عليه السلطة. وثمة علاقة جيدة نسبياً حالياً بين "جيش الإنقاذ" وقادة في المؤسسة العسكرية الجزائرية منذ بدء المفاوضات بينهما التي ادت العام الماضي الى إعلان الهدنة. وقد أثمرت هذه العلاقة في بعض الأحيان عن السماح لعناصر "جيش الإنقاذ" بالنزول من مواقعهم في الجبال للإلتقاء بأهاليهم في المدن الخاضعة لإشراف قوات الأمن. وتولى عسكريون في أحيان كثيرة حماية عناصر "الإنقاذ" القادمين من مواقعهم في الجبال. وثار في السابق الكثير من الكلام حول موقف الشيخ عباسي من الهدنة. إذ انها أُعلنت بعد وضعه في الإقامة الجبرية إثر رسالته الى الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان التي يعرض فيها توجيه نداء لوقف العنف في آب اغسطس 1997. واعتبرت السلطة رسالته دعوة الى تدخل أجنبي، وقررت وضعه في الإقامة الجبرية. وأوردت نشرة "الرباط" القريبة من "الهيئة التنفيذية" في عددها الذي يصدر غداً، ان الشيخ عباسي أكد للوفد القيادي في "جيش الإنقاذ" ان "قرار الهدنة أشجع قرار اتُخذ في المأساة الحالية"، وانه حض قادة الجناح المسلح ل "الانقاذ" على "بذل المزيد من الجهود" من أجل وقف نزف الدم في الجزائر.