الجزائر - "الحياة"، رويترز، أ ف ب - أفادت صحيفة "العالم السياسي" أمس الاثنين ان زعيم الجبهة الاسلامية للانقاذ الشيخ عباسي مدني دعا قادة الجماعات الاسلامية المسلحة الى التقيد بالهدنة التي أعلنها "الجيش الإسلامي للإنقاذ" في تشرين الأول اكتوبر 1997. وذكرت ان الشيخ مدني كتب الى زعيم "جيش الانقاذ" مدني مزراق وقادة خمسة فصائل اخرى صغيرة بينها "الرابطة الإسلامية للدعوة والجهاد" طالباً منهم "التمسك بالهدنة". وقالت ان مدني كتب ايضاً الى أحد القادة المنشقين عن "الجماعة الإسلامية المسلحة" حسان حطاب يدعوه الى الانضمام الى الهدنة. ومعروف ان "الجماعة المسلحة" التي تُعتبر اكثر الجماعات تشدداً دانت الهدنة باعتبارها خيانة. وأفادت وكالة "رويترز" ان "الجماعة الاسلامية المسلحة" تجاهلت في ما يبدو هذه الدعوة الاخيرة لعباسي مدني التي قالت "العالم السياسي" انها وُجهت في "الاسابيع القليلة الماضية". وذكرت الصحيفة ان اعضاء "الجماعة" يخوضون مواجهات شبه يومية مع قوات الأمن الحكومية. وكان "الجيش الاسلامي للانقاذ" وهو الجناح المسلح للجبهة الاسلامية اعلن هدنة من جانب واحد في تشرين الاول 1997 على امل فتح الباب امام اجراء محادثات مع الحكومة في شأن سبل انهاء سبعة اعوام من النزاع سقط خلالها عشرات الالاف من الضحايا. وحظرت السلطات نشاط الجبهة الاسلامية في العام 1992 بعدما الغت نتائج انتخابات كانت الجبهة توشك على الفوز فيها. ويخضع مدني للاقامة الجبرية في منزله منذ آب اغسطس 1997 بعدما قضى ستة أعوام في السجن بتهمة تعريض امن الدولة للخطر. واعطي مدني بعضاً من الحرية بشرط عدم الانخراط في اي نشاط سياسي. وقالت الصحيفة ان خطوات مدني تنبع من مخاوف على مصير الهدنة بعدما وضع الرئيس اليمين زروال البلاد في حال من عدم اليقين السياسي في ضوء قراره المفاجيء بالتنحي والترتيب لانتخاب من يخلفه في نيسان ابريل 1999. الى ذلك، ذكرت صحف امس ان 11 شخصاً بينهم مدنيون واسلاميون مسلحون قتلوا منذ الجمعة الماضي في اعمال عنف. وقالت صحيفة "لوتانتيك" ان ثمانية اسلاميين مسلحين قتلوا في عمليتين لقوات الامن في سيدي بلعباس غرب، لكنها لم توضح تاريخ العمليتين. وأشارت الصحيفة الى ان اربعة من المسلحين يرتدون "الزي الافغاني" قتلوا في مزرعة عند مدخل المدينة كانوا قد دخلوها بحثاً عن ملابس اخرى لكي يتمكنوا من التوجه الى المدينة. وقام صاحب المزرعة بابلاغ قوات الامن التي حاصرتهم وقتلتهم بعد اشتباك قصير. واضافت الصحيفة ان اربعة اسلاميين اخرين قتلوا في هذه المنطقة في اشتباك ثان مع وحدة من الجيش. وقتل مزارع واصيب اثنان اخران بجروح السبت في انفجار قنبلة وضعت داخل خيمة زراعية في جاكمة قرب تيبازا 70 كلم غرب العاصمة. وقالت صحيفة "لا نوفيل ريبوبليك" ان شرطياً اغتيل ايضاً في تيميزارت قرب تيزي وزو شرق لدى خروجه من منزله. واصاب الشرطي بجروح قاتلة احد مهاجميه الاربعة. وذكرت "لوتانتيك" ان شقيقين كانا يستقلان سيارة بين بوهلو وتاميسكيل قرب تلمسان غرب اصيبا بجروح السبت في انفجار قنبلة يدوية الصنع. الزاوي على صعيد آخر، نددت الجزائر امس بقرار بوركينا فاسو استقبال الناشط الاسلامي الجزائري احمد الزاوي الذي طرد من سويسرا مساء الخميس الماضي. وقال الناطق باسم وزارة الخارجية عبدالعزيز سبع انه "في الوقت الذي يتحرك فيه المجتمع الدولي ضد الارهاب، هذا الوباء الذي بات يستهدف افريقيا نفسها، فانه ليس مقبولاً ان يستقبل بلد افريقي وخصوصاً البلد الذي يرأس حالياً منظمة الوحدة الافريقية، زعيم مجموعة ارهابية". واضاف ان وزارة الخارجية الجزائرية استدعت القائم بالاعمال البوركيني في الجزائر و"طلبت منه توضيحات" حول هذه القضية، كما قام السفير الجزائري في بوركينا فاسو بتحرك مماثل في واغادوغو. وقد طرد مسؤول "المجلس التنسيقي للجبهة الاسلامية للانقاذ في الخارج" احمد الزاوي من سويسرا الى بوركينا فاسو لانه "اصبح هناك خطر على امن الدولة في سويسرا"، على حد قول السلطات السويسرية. وافاد مصدر مطلع في واغادوغو ان الزاوي يسكن منزلاً يخضع لحراسة رجال شرطة يرتدون الزي المدني قرب مطار العاصمة البوركينية. وكانت بوركينا فاسو استقبلت في 1994 عشرين ناشطاً اسلامياً طردوا من فرنسا وما زال ستة منهم يقيمون فيها، بينما غادر الباقون البلاد في مجموعات صغيرة. وكان احمد الزاوي 38 سنة غادر بلجيكا حيث كان قيد الاقامة الجبرية سراً بعد ان حكم عليه بالسجن مع وقف التنفيذ اربعة اعوام في 1995 بتهمة تشكيل مجموعة اجرامية. فانتقل مع عائلته الى سويسرا التي دخلها بصفة غير شرعية طالبا اللجوء السياسي. وقد وُضع تحت الاقامة الجبرية في سيون في كانتون فالي. وفي ايار مايو الماضي اتهمه القاضي الفرنسي روجيه لولوار رسمياً بعدما استجوبه بضع ساعات في مقر النيابة العامة في برن.