إتهم زعيم جماعة جزائرية مسلحة جماعات منافسة له بمساعدة قوات الأمن الجزائرية في قتالها الجماعات التي ترفض الانضمام الى الهدنة المعلنة منذ تشرين الأول اكتوبر 1997. وهاجم "أمير المنطقة الثانية" في "الجماعة الاسلامية المسلحة" حسان حطاب في رسالة من سبع صفحات، الجماعات المنضوية في إطار الهدنة، واعتبر انها لا تجوز شرعاً. وتحدث حطاب في رسالته التي حصلت عليها "الحياة"، عن اتصالات بين قادة الجماعات المسلحة، سبقت اعلان الهدنة، في صيف العام الماضي. فقال ان "الجيش الاسلامي للانقاذ"، مُمثلاً بقيادة الشرق مدني مزراق وقيادة الغرب أحمد بن عيشة، اجرى اتصالات ببعض جماعات منطقة الوسط بينها "جماعة الاربعاء" مصطفى كرطالي. واشار ايضاً الى اتصالات في هذا الاطار قام بها الشيخان علي جدي وعبدالقادر بوخمخم مع جماعات مسلحة. وربط بين كل هذه الاتصالات واطلاق السلطات الجزائرية الشيخين عبدالقادر حشاني وعباسي مدني قبل وضعه في الاقامة الجبرية معتبراً ان ذلك أكد وجود "شيء ما يُحاك في الكواليس". وتابع ان "جيش الانقاذ" اعلن بعد ذلك هدنة لعملياته المسلحة، وتبعته جماعات عدة. وأشار الى اتصالات حاولت جماعات مسلحة اجراءها مع جماعته بهدف اقناعه بالهدنة. وذكر في هذا الاطار ان جماعته اعتقلت شخصاً سمّاه البيان كان يحاول الاتصال بانصارها، وانه "اعترف" بعد التحقيق معه بانه كان يتعاون مع الحكم الذي كان ينوي نصب مكمن للجماعة. وتابع ان جماعته تلقت، بعد "وفاة" الشخص المذكور خلال اعتقاله، رسالة من "الرابطة الاسلامية للدعوة والجهاد" يقودها علي بن حجر تُعلن فيها انه كان مرسلاً منها. وأكد ان جماعته لم تعثر معه على أي وثيقة تؤكد انه كان مرسلاً من "الرابطة". وقال حطاب أيضاً ان بعض الجماعات المسلحة التي انضمت الى الهدنة تساعد قوات الامن في تطويق رافضي الهدنة. وأشار، في هذا الاطار، الى ان افراداً من "جماعة الاربعاء" شوهدوا مع عسكريين جزائريين يدلونهم على مواقع تختبيء فيها جماعات لم تنضم الى الهدنة لتقصفها الطائرات المروحية. واشار أيضاً الى أنباء عن ان "جيش الانقاذ"، بالتعاون مع الجيش الجزائري، قتل افراداً منه انشقوا عليه في غرب الجزائر بعد رفضهم الهدنة. وحمل بيان حطاب تاريخ 5 ذو الحجة الثاني من نيسان/ابريل الماضي. ونفت مصادر قريبة من هذه الجماعة صحة البيان الذي نسبته اليها قبل أيام وسائل اعلام جزائرية عن هدرها دم "جيش الانقاذ". والمُلاحظ في هذا الاطار ان بيان حطاب لم يُشر الى عزمه على قتال "جيش الانقاذ" على رغم انتقاده الشديد لمنهجه وقبوله الانتخابات والنشاط السياسي. الى ذلك، شككت مصادر في الجبهة الاسلامية للانقاذ في صحة الانباء التي افادت أمس ان الشيخ علي بن حاج وجّه رسائل الى جماعات مسلحة يدعوها الى الانضمام الى الهدنة. وكانت صحيفة "العالم السياسي" الجزائرية ذكرت ان بن حاج ارسل رسالة تؤيد الهدنة الى زعماء جماعات مسلحة بينهم يوسف بوبراس عضو المكتب الوطني الموقت ل "الانقاذ". ومعلوم ان بوبراس من مؤيدي الهدنة أصلاً وهو ينشط في إطار جماعة "الرابطة الاسلامية للدعوة والجهاد" منطقة المدية.