ساراييفو - رويترز - أعلنت منظمة تدافع عن حقوق الانسان مقرها نيويورك امس الاربعاء ان بلدة فوتشا الصربية البوسنية تعيش في "خوف ورعب" لأن المشتبه بهم من مجرمي الحرب ومدبري "التطهير العرقي" يعيثون فساداً هناك. وجاء في تقرير لمنظمة "هيومان رايتس ووتش" ان ستة من مجرمي الحرب الذين وجهت الىهم محكمة دولية تهماً بارتكاب ابادة جماعية يعيشون في البلدة وان اشخاصاً يعتقد انهم دبروا القتل والطرد لغير الصرب ما زالوا يشغلون مناصب حكومية بارزة. وتقع فوتشا على بعد نحو 80 كيلومتراً جنوب شرقي ساراييفو وكان يعيش فيها مزيج من السكان عددهم نحو 40 الف نسمة قبل الحرب البوسنية 1992 و1995. واضاف التقرير "تحت نفوذ زعيم صرب البوسنة المدان رادوفان كاردجيتش تعيش فوتشا في ظل سحابة من الخوف والرعب". وكان كاردجيتش الذي دانته محكمة جرائم الحرب في لاهاي مرتين لتنظيمه ابادة مسلمي البوسنة وكرواتها منع من تسلّم اي منصب عام في البوسنة لكنه ما زال صاحب نفوذ قوي. وتابع تقرير المنظمة "لم يعد الى فوتشا أحد من غير الصرب منذ انتهت الحرب. وحتى صرب البوسنة يواجهون تهديدات ومضايقات اذا حاولوا الرحيل الى منازلهم قبل الحرب في اماكن اخرى". وزاد التقرير "تعرض الصحافيون الذين زاروا فوتشا لمضايقات وطردوا من البلدة… وتلقت المنظمات الدولية في البلدة تهديدات وكانت اهدافا للعنف" . ودعا التقرير الحكومات الاجنبية والمنظمات الدولية ومنها البنك الدولي والاتحاد الاوروبي الى حجب الاموال عن المنطقة الى ان يتم اعتقال مجرمي الحرب. ولم يعتقل حتى الآن سوى شخص واحد من المشتبه بهم في جرائم الحرب من فوتشا. ولاحظ التقرير ان مدبري "التطهير العرقي" تمت ترقيتهم لا مقاضاتهم. فهناك اعضاء بارزون في ما يسمى "لجنة الازمة" التي نسقت الاعتقالات والحجز والاغتصاب وقتل غير الصرب في فوتشا اثناء الحرب ما زالوا يشغلون مراكز مهمة في البرلمان البوسني وحكومة صرب البوسنة.