لاهاي - أ ف ب، رويترز - دافع زعيم صرب البوسنة السابق رادوفان كرادجيتش، لدى استئناف محاكمته امام محكمة الجزاء الدولية الخاصة بيوغوسلافيا السابقة في لاهاي امس عن قضية شعبه «العادلة والمقدسة»، ودفع ببراءته من تهم ارتكاب جرائم «تطهير عرقي» خلال حرب البوسنة التي ادت الى مقتل 100 الف شخص بين عامي 1992 و1995، مؤكداً انه لم يرغب يوماً في اندلاع حرب. وقال الرئيس السابق لجمهورية صرب البوسنة السابقة المعلنة من جانب واحد في اليوم الاول لدفاعه التمهيدي: «لست امامكم اليوم للدفاع عن نفسي، بل عن امة صرب البوسنة الصغيرة التي عانت طيلة 500 سنة». وتابع: «لم نفكر او نخطط لطرد المسلمين والكروات من اراضي جمهورية صرب البوسنة. اردنا فقط انقاذ حياتنا وممتلكاتنا والحفاظ على اراضينا امام اعدائنا». وزعم كرادجيتش ان «قادة المسلمين في البوسنة اصروا على حل انشاء دولة البوسنة السيدة والمستقلة، والذي لم يمكن إلا ان يؤدي الى حرب. اما الصرب فاقترحوا تقاسم السلطة وقدموا تنازلات بهدف الحفاظ على السلم، ولم يؤيدوا خيار الحرب». وأكد كرادجيتش (64 سنة) الذي حضر للمرة الاولى جلسة محاكمته، بعدما قاطع ثلاثاً اخرى انعقدت في تشرين الاول (اكتوبر) 2009 انه لم يملك وقتاً كافياً لتحضير دفاعه الذي يتولاه وحيداً مع مستشارين قانونيين اثنين، لذا طلب تأجيل المحاكمة الى 17 حزيران (يونيو)، وهو ما رفضته المحكمة. وهو يواجه في حال ادانته عقوبة السجن المؤبد، علماً انه اعتقل في بلغراد في تموز (يوليو) 2008 بعد 13 سنة من اتهامه خصوصاً بارتكاب مذبحة سريبرينيتسا التي قتل فيها اكثر من 7 آلاف مسلم في تموز 1995، ومحاصرة مدينة سراييفو وقصفها، ما اسفر عن قتل 10 آلاف شخص خلال 44 شهراً. وقال المدعي الاميركي آلان تيغر لدى افتتاح المحاكمة ان «كرادجيتش استغل قوى القومية والحقد والرعب كي يطبق رؤيته لبوسنة مقسمة عرقياً. وأراد مع الرئيس اليوغوسلافي الراحل سلوبودان ميلوشيفيتش تأسيس صربيا الكبرى تشمل 60 في المئة من اراضي البوسنة، في وقت لم يشكل الصرب إلا ثلث شعب البوسنة». وأكد الادعاء الذي سيستدعي غداً اول شاهد في القضية، ان كرادجيتش قاد حملة إبادة «لجعل مسلمي البوسنة يختفون من على وجه الأرض» وحضر ناجون إلى لاهاي مطالبين بالعدالة. وقالت ميلينا هاجيسليموفيتش من جماعة امهات سريبرينيتسا: «جئنا لنقول للعالم كله ان الضحايا لا يزالون على قيد الحياة، واننا ننتظر الحق والعدل».