اعلنت وكالة انباء الجمهورية الاسلامية الرسمية للانباء ان ايران دشنت امس قاعدة جوية في منطقة مشهد، شمال شرقي البلاد، لتمكينها من تعزيز قواتها العسكرية قرب الحدود مع افغانستان، الأمر الذي أثار رد فعل من حركة "طالبان" التي نفت اتهامات في الصحافة الايرانية بأنها تقدم دعماً لوجستياً لحركة "مجاهدي خلق" الايرانية المعارضة. ونقلت وكالة "فرانس برس" عن الوكالة الايرانية ان القاعدة الجديدة التي وضعت تحت سلطة القوات الجوية في حرس الثورة باسداران "ستكون مهمتها الاساسية تأمين الدعم للقوات البرية الموجودة في المنطقة وضمان قدر اكبر من الامن في المناطق القريبة من افغانستان". وتابعت ان القاعدة، الواقعة في منطقة كاوه، دشنها قائد القوات الجوية لحرس الثورة الجنرال باقر قاليباف. ولم تتوفر اي اشارة الى نوع الطائرات التي ستتمركز في القاعدة. يذكر ان القوات الايرانية، خصوصاً حرس الثورة، عززت اخيراً وجودها بالقرب من الحدود مع افغانستان. واتهمت طهران "طالبان" مراراً بأنها عززت وجودها على الحدود مع ايران وانها شنت هجمات على قرى ايرانية. وجاءت هذه التعزيزات في ظل اتهامات وجهتها الصحف الايرانية الى "طالبان" في الاسابيع الاخيرة بتقديم دعم لوجستي لمنظمة "مجاهدي خلق"، الحركة المسلحة المعارضة للنظام الايراني التي تتخذ العراق مقراً لها، ولكن لم توجه طهران أي اتهام رسمي في هذا الشأن. الى ذلك، تحمّل ايران "طالبان" مسؤولية الارتفاع الكبير في تهريب المخدرات من افغانستان. وينشر الجيش الايراني منذ سنوات عدة قوات كبيرة على حدود ايرانالشرقية لمنع استخدام الاراضي الايرانية كمعبر للمخدرات الافغانية والباكستانية الى اوروبا. وتعليقاً على تدشين القاعدة الايرانية نفى سكرتير "طالبان" المولوي وكيل احمد متوكل، في تصريح الى "الحياة" امس، وجود اي تغيير في سياسة حركته المتمثلة في عدم التدخل في الشؤون الداخلية للغير. واكد انه "لا توجد اي حركة غير طبيعية لمقاتلي الحركة على الجانب الافغاني" من الحدود مع ايران. من جهة اخرى اعربت مصادر ديبلوماسية في اسلام اباد ل "الحياة" عن "دهشة واستغراب" من التطور الايراني، خصوصاً انه يأتي بعد تشكيل هيئة باكستانية - ايرانية مشتركة للمرة الأولى قام اعضاؤها بزيارة معاقل "طالبان" والمعارضة الافغانية في مساع لتقريب وجهات النظر بين الجانبين.