حض مولوي محمد يونس خالص أحد قادة المجاهدين الافغان السابقين زعيم حركة "طالبان" الملا محمد عمر الى التعاون مع الاحزاب الجهادية الافغانية خوفاً من وجود مخطط لاقصاء الجميع عن الحكم في حال اندلاع اي مواجهة مع ايران، جاء ذلك في الوقت الذي دعا فيه الدكتور عبدالله نائب وزير الخارجية في حكومة الرئيس الافغاني المخلوع برهان الدين رباني الحركة الى التفاوض مع اقتراب موعد مناورات الجيش الايراني الذي نفذ امس هجمات وهمية قرب الحدود مع افغانستان. وقالت مصادر افغانية قريبة من "طالبان" ل "الحياة" امس ان خالص بعث برسالة الى الملا محمد عمر يناشده فيه التقرّب من قادة المجاهدين السابقين في مسعى "لتفويت الفرصة على المتربصين بإقصاء كلاً من المجاهدين والطالبان عن الحكم"، ونقل عن خالص قوله لزعيم الحركة في الرسالة "انني لا اخشى من اجتياح ايراني لأفغانستان فإن الشعب الافغاني علمنا كيف يدافع عن ارضه، ولكن ما اخشاه هو انهيار النظام، لأن أعداء الاسلام وافغانستان يريدون اقصاء الاسلاميين عن السلطة". وكان عدد من الاحزاب الافغانية دعت الحركة الى التفاوض كان آخرها نائب وزير الخارجية في حكومة رباني الذي اتهم باكستان امس بوجود 28 ألف من عناصرها على الاراضي الافغانية الى جانب الحركة، ويعتقد ان عدداً من الباكستانيين يقاتلون الى جانب "طالبان". ولم يستبعد بعض المصادر ان يكون وجود نائب وزير خارجية "طالبان" الملا عبدالجليل في اسلام آباد الذي غادرها اول من امس بعد زيارة سرية استمرت يومين ان تكون على صلة بمثل هذا التقارب بين "طالبان" والاحزاب الافغانية خصوصاً وان ايران تضع الآن تشكيل الحكومة العريضة شرطاً لتخفيف حدة التوتر على الحدود مع افغانستان. على صعيد آخر لجأ الطيار الافغاني محمد خان الى "طالبان" على متن طائرة نقل روسية من طراز "انتونوف" تنقل شحنات من الاسلحة للقائد الطاجيكي احمد شاه مسعود من قاعدة كولياب الطاجيكية والتي تتهم "طالبان" طاجيكستان بمنحها لمسعود. ونقل عن الطيار اللاجئ انه كان على اتصال مع "طالبان" منذ فترة عن طريق اقاربه في مناطق الحركة. وعلمت "الحياة" امس ان مسعود قبض على عشرة من الطيارين البشتون في قاعدة كولياب في طاجيكستان وتشاريكار معقله في الشمال الافغاني. وتجدر الاشارة الى ان 90 في المئة من الطيارين الافغان منذ الحكم الشيوعي يتحدرون من اصول بشتونية التي تنتمي اليها "طالبان". وأفيد امس ان القائد مسعود ربما يشن هجوماً على العاصمة كابول خلال ايام معدودة. في الاممالمتحدة دعا نائب وزير خارجية الحكومة الافغانية المخلوعة الى معاقبة باكستان لمساندتها "طالبان". وقال عبدالله في كلمة امام الجمعية العمومية للامم المتحدة اول من امس: "الوضع المثير للقلق في افغانستان يتطلب اجراء محدداً من جانب مجلس الامن. وحان الوقت لمواجهة وجود نحو 28 الف باكستاني مسلح في افغانستان، وفق ميثاق الاممالمتحدة". وفي اشارة الى جزء من الميثاق ينص على فرض عقوبات او حتى اتخاذ اجراءات عسكرية قال: "يجب على مجلس الامن ان يحدد وجود هذا الخطر على السلام وانتهاك السلام واعمال العدوان من جانب باكستان وينبغي له ان يتخذ الاجراءات المناسبة في حق الجناة وفق المادتين 41 و42". وقال عبدالله ان "مثلث الشر يطارد منطقتنا" موضحاً ان هذا المثلث هو "جهاز المخابرات العسكرية الباكستانية… واجنحة الارهاب الدولي وتجار المخدرات الذين يعملون من افغانستان… وميليشيا طالبان السيئة السمعة". وقال في اشارة تلميح الى باكستان: "المشاغل الثلاث الرئيسية واعني الارهاب والمخدرات وانتهاك حقوق الانسان تنبع من مناطق تسيطر علىها طالبان في افغانستان ولكنها تلقي تحريضا من خارج الحدود" وقال عبدالله ان المجتمع الدولي تلقي خلال الاعوام الثلاثة الماضية تحذيرات متكررة من "الاخطار المتزايدة على سلام المنطقة وأمنها التي يشكلها جهاز المخابرات العسكرية لباكستان ومرتزقته طالبان في افغانستان" لكن هذه ان التحذيرات ذهبت كلها ادراج الرياح. وفي طهران شنت القوات الايرانية هجمات وهمية قرب الحدود الافغانية امس ضمن الاعداد لمناورات حربية سيشارك فيها 200 الف جندي. ولكن لم ترد انباء عن بدء المناورات "ذو الفقار 2" التي قالت ايران السبت الماضي انها ستبدأ "خلال سبعة ايام". وعرض التلفزيون الايراني لقطات لقصف عدو وهمي بنيران المدفعية الثقيلة ومدافع الدبابات في الوقت الذي أطلقت فيه طائرات هليكوبتر صواريخ واندفع الجنود في موجات عبر سهل رملي في شرق ايران. وقال التلفزيون ان اول تدريبات مشتركة بين وحدات المدرعات وقوات الكوماندوس والطيران أجريت في منطقة مساحتها 50 الف كيلومتر مربع قرب الحدود. وتضمنت التدريبات عملية حربية لمقاومة الاسلحة الكيماوية. وبالاضافة الى حشد ما يصل الى 200 الف جندي من القوات المسلحة النظامية قرب الحدود الافغانية تقول ايران ان 70 الف فرد من الحرس الثوري أجروا تدريبات هناك في وقت سابق من هذا الشهر ما زالوا في المنطقة.