تعهد الرئيس السوداني عمر البشير تطبيق الحدود الاسلامية على منفذي التفجيرات الاخيرة في الخرطوم، الذين أكدت السلطات أمس أنها اعتقلت اكثر من 15 منهم ووعدت بمحاكمات علنية عاجلة. واعتبر رئيس "التجمع الوطني الديموقراطي" المعارض زعيم الحزب الاتحادي السيد محمد عثمان الميرغني امس ان قضية تفجيرات الخرطوم التي وقعت عشية الاحتفال بالذكرى التاسعة لحكم البشير "مسرحية وهمية" تهدف الى "تشديد القبضة الامنية على قوى المعارضة في الداخل". وقال البشير في لقاء جماهيري في مدينة عطبرة في شمال السودان: "سنطبق القصاص، وسنشهد العالم كله على هذا العمل الارهابي". وكرر اتهام المعارضة الخارجية وجهات اجنبية بالتورط في التفجيرات التي حصلت في مواقع امداد كهربائي في العاصمة لكنها لم تؤدِ الى اضرار تذكر بالشبكة. وشدد البشير على انه لن يسمح "للذين يحملون السلاح من الخارج بتشكيل فروع لأحزابهم". وعقد النائب الاول للرئيس السوداني السيد علي عثمان محمد طه اجتماعاً موسعاً شارك فيه عدد من المعنيين بالأمن. وقال وزير الداخلية اللواء عبدالرحيم محمد حسين عقب الاجتماع ان عدد المعتقلين في قضية التفجيرات تجاوز 15 شخصا. واوضح ان المتهمين "ادلوا باعترافات تفصيلية عن المخطط الذي استهدف مرافق خدمية استراتيجية". واكد ان المتهمين سيقدمون الى محاكمة علنية عاجلة، وأن الحكومة ستطلب من الانتربول المساعدة في اعتقال متورطين في العملية. وكانت صحيفة "الجمهورية" الرسمية أكدت أن اريتريا زودت معارضين بالمتفجرات واشرفت على المخطط بالتنسيق مع الميرغني ورئيس "قوات التحالف السودانية" عبدالعزيز خالد وقيادي في حزب الامة المعارض رشحه زعيم الحزب رئيس الوزراء السابق السيد الصادق المهدي. وفي لندن اكد بيان اصدره مكتب الميرغني، الذي وصل الى العاصمة البريطانية في زيارة، ان "النظام خرج علينا بمسرحية وهمية جديدة عن تفجيرات هدف من ورائها الى اقامة الاحكام العرفية وتشديد القبضة الامنية على قوى المعارضة الديموقراطية في الداخل". واوضح البيان الذي تلقته "الحياة" ان التجمع "يدين الاعتقالات المتكررة لقادة العمل الوطني، ويتحدى النظام ان يقبل اجراء تحقيق محايد لتقصي الحقائق". واعتبر ان اجراء مثل هذا التحقيق "سيكشف زيف اتهاماته للمعارضة في شأن التفجيرات المزعومة". وجدد تأكيد قناعة "التجمع" بأن "الطريق الوحيد لاستعادة الديموقراطية والسلام هو اسقاط النظام واقتلاعه من جذوره". واصدرت "قوات التحالف" ايضاً بياناً امس أكدت فيه حرصها على "ارواح المواطنين ومؤسساتهم الحيوية وبنياتهم الاساسية". وأكدت أنها "لا تسعى الى نفي ادعاءات النظام لأنها تنفي نفسها".