اكد رئيس البعثة الدولية الاستطلاعية ماريو سواريش للصحافة الجزائرية انه يلتزم مضمون الرسالة التي تلقاها من كوفي أنان الامين العام للامم المتحدة المتعلقة باحترام القوانين. ونفى ما نُشر عن اتصالات للجنة الدولية بقادة "الحزب المحظور"، اي "الجبهة الاسلامية للانقاذ". وكانت أنباء سرت في الجزائر أفادت ان اللجنة التقت الأحد الماضي زعيمي جبهة "الانقاذ" عباسي مدني وعلي بن حاج. وبدوره حدد عضو الوفد الدولي السيد عبدالكريم الكباريتي للصحافة مرجعية البعثة في الاتصالات بالشخصيات والاحزاب وفق ما يخوّله القانون الجزائري. وأعلن ناطق باسم البعثة ان "ليس في نيّة البعثة الاستطلاعية التعامل مع فئات او احزاب سياسية تفتقد الى الشرعية". ولم تنف اللجنة اتصالات داخل سجن سركاجي بقيادات الجماعات الاسلامية المسلحة، وهو أمر اكدته صحف جزائرية. وكانت اللجنة التقت مساء اول من امس السيد الطاهر بعيش الامين العام للتجمع الوطني الديموقراطي الحزب الحاكم وعرضت معه مواضيع حقوق الانسان و"التجاوزات" والوضع الامني والائتلاف الحكومي، اضافة الى دور الجيش في السلطة. وفي حدود الخامسة والنصف مساء انتقلت البعثة الى مقر اقامة السفير الهندي وشاركت في احتفال توديع بمناسبة انتهاء مهمة عمله في الجزائر. ولم يحصل اللقاء الذي كان مقرراً بين اللجنة وبقية اعضاء الائتلاف الحكومي. والملاحظ ان جدول لقاءات اللجنة غالباً ما يتغير في اللحظة الاخيرة. وواصلت البعثة صباح امس لقاءاتها. وانتقلت الى المجلس الشعبي الوطني البرلمان لتجري جلسة مع رئيسه السيد عبدالقادر بن صالح ورؤساء الكتل البرلمانية للاحزاب الممثلة في المجلس، على ان تعقد مساء لقاء آخر مع السيد بشير بومعزة رئيس مجلس الأمة ورؤساء الكتل البرلمانية. ولا تستبعد مصادر قريبة من اللجنة ان تشرع اليوم الخميس بزيارات ميدانية لولايات الغرب الجزائري التي شهدت مجازر متتالية منذ اشهر. وسيرافقها وفد صحافي كبير لاجراء تحقيقات ميدانية في مواقع المذابح. وعلى الصعيد الامني رويترز أفادت صحف جزائرية امس ان متشددين اسلاميين ذبحوا ستة مدنيين وقتلوا بالرصاص اربعة جنود وثلاثة من افراد ميليشيات موالىة للحكومة في جنوب غربي العاصمة. واضافت الصحف ان المدنيين الستة افراد اسرة واحدة انشق احد ابنائها عن صفوف المتشددين وانضم الى جانب الحكومة. وقالت صحيفتا "الخبر" و"لوماتان" ان الهجوم وقع في قرية صغيرة في منطقة فحلوة قرب مدينة موزاية على مسافة 50 كيلومتراً من العاصمة في الساعات الاولى من صباح الاثنين. واضافتا ان المهاجمين انقسموا فريقين وأغاروا على منزل حيث ذبحوا ستة من افراد اسرة واحدة وهاجموا في الوقت نفسه موقعاً عسكرياً معزولاً في مكان قريب حيث قتلوا اربعة جنود وثلاثة من رجال الميليشيا. وقالت الصحيفتان ان أحد أبناء الأسرة كان عضواً في جماعة متشددة قبل ان يغير انتماءه ويظهر على شاشات التلفزيون الحكومي لينتقد المتشددين لقتلهم مدنيين واحراقهم مدارس. وذكرت صحيفة "لوماتان" ان عدداً لم تحدده من المتشددين قتلوا في معركة مع الجنود حول الموقع العسكري الذي هاجموه. ولم تعط مزيداً من التفاصيل. ولم توضح الصحف ما اذا كان العضو السابق في الجماعة المتشددة قتل في الهجوم ام نجا منه. ولم يرد تأكيد فوري من مصادر رسمية او مستقلة للهجوم الاخير. وهذا ثالث هجوم من نوعه منذ وصول لجنة الاممالمتحدة الى الجزائر قبل اسبوع لجمع معلومات عن اعمال العنف في البلاد. وقالت قوات الامن ان 20 طفلاً وامرأة ورجلا قتلوا في مذبحتين في ولاية تلمسان الغربية ومنطقة سعيدة الجنوبية الغربية ليلة السبت الماضي. وألقت المسؤولية عن الهجوم على متشددين اسلاميين. وزار الفريق المكون من ستة اعضاء يوم الاثنين الماضي مدينة بني مسوس قرب العاصمة للتحدث مع الناجين من مذبحتين قتل خلالهما 58 مزارعاً في هجمات في ايلول سبتمبر الماضي. وتفيد تقديرات غربية ان اكثر من 65 الف شخص قتلوا في الجزائر منذ اندلاع اعمال العنف عام 1992 بعد ان ألغت السلطات انتخابات عامة كان الاسلاميون أحرزوا تقدماً كبيراً فيها.