أعلن الفريق عبدالرحمن سرالختم الناطق باسم القوات المسلحة السودانية، ان الجيش السوداني "حسم المعركة" لمصلحته في منطقة عواقي في شرق السودان التي شهدت في الساعات الماضية قتالاً بين الجيش السوداني وما أسماه "قوات مشتركة اريترية - سودانية". وقال سرالختم ان الجيش تمكن من حسم المعركة صباح أمس الاربعاء و"أبعد القوات المعتدية عن المنطقة بعدما خلّفت وراءها عدداً من القتلى والجرحى والأسرى والعتاد الحربي الذي يجري حصره". وكان بيان أصدرته القيادة العامة للقوات المسلحة السودانية أول من أمس أعلن وقوع اشتباكات بين الجيش السوداني و"قوات معتدية اريترية" في أربعة مواقع، هي حفرت وعواقي وأم علقه وقلسه. وذكر البيان ان الجيش السوداني حسم المعركة في ثلاثة من هذه المواقع، في اشارة الى استمرار القتال في الموقع الرابع وهو منطقة عواقي. وقال الناطق السوداني ان الوضع هادئ في بقية مناطق العمليات العسكرية. وكان سرالختم قال في وقت متقدم مساء أول من أمس ان قوات اريترية وأخرى تابعة للمعارضة السودانية مهدت للهجوم على حفرت وعوافي وأم علقه وفلسه في ولاية كسلا شرق السودان بقصف مدفعي تبعه تقدم لقوات المشاة تدعمها الدبابات وأسلحة الاسناد الناري. وقال ان مدافع من عيارات مختلفة وصواريخ الراجمات من عيار 122 ملم شاركت في القصف "من داخل الحدود الاريترية". وقال ان القصف الذي سبق الهجوم استمر 3 ساعات، مشيراً الى أن القوات السودانية كانت متأهبة لصد الهجوم "لتوافر المعلومات المسبقة عنه". وردت عليه بالفعل من لحظاته الأولى". وأكد ان القوات الحكومية قادرة على "صد الهجوم بمساعدة الدفاع الشعبي والمجاهدين". في غضون ذلك يتوقع ان تبدأ في الخرطوم والمناطق السودانية الأخرى حملات التعبئة والاستنفار لارسال المتطوعين الى مناطق العمليات في اطار حشد القوات في ولاية أعالي النيل لحماية آبار النفط في عدارييل التي أشارت البيانات العسكرية للحركة الشعبية لتحرير السودان بقيادة العقيد جون قرنق الى احتلال حامية الجمام القريبة منها، الأمر الذي نفته الحكومة السودانية. ويرى مراقبون ان اشتداد حدة المعارك يأتي لتعزيز الموقع التفاوضي لكل من الحركة الشعبية والحكومة في المفاوضات المرتقبة التي تقرر ان تبدأ الثلثاء المقبل وتستمر حتى الخميس في العاصمة الاثيوبية اديس أبابا. غير أن عدداً من المراقبين عبروا عن قلقهم ازاء اتساع دائرة القتال في شكل لا سابق له منذ 1983. اذ أن المعارك تدور الآن في مناطق أعالي النيل حول آبار النفط وجنوب النيل الأزرق التي تتركز فيها مشاريع الزراعة الكبرى، وأخيراً في شرق السودان الذي يغذي البلاد بالعديد من المحصولات الغذائية التي ستتأثر بالقتال الدائر. الى ذلك، أعلن مصدر رسمي سوداني أمس ان القوات الحكومية قتلت 45 متمرداً سودانياً في معارك وقعت في الولاية الاستوائية الشرقية في أقصى جنوب البلاد "واستولت على دبابتين وكمية كبيرة من الأسلحة والذخائر". وأشار انغلو بيدا نائب رئيس مجلس التنسيق للجنوب في تصريح نشرته الصحيفة الحكومية اليومية "الاسبوع" الى وجود حشود لقوات الجيش الشعبي لتحرير السودان، أبرز الحركات المتمردة، ومناصريه على الحدود الأوغندية. في لندن "الحياة"، أعلن "التجمع الوطني الديموقراطي" السوداني المعارض أن قواته هاجمت معسكراً للقوات الحكومية قرب كسلا، و"تمكنت من تكبيد العدو 25 قتيلاً وعدد كبير من الجرحى وأسر خمسة أفراد". وقال الفريق عبدالرحمن سعيد الناطق باسم القيادة العسكرية المشتركة ل "التجمع" في بيان تلقت "الحياة" نسخة عنه، ان "قوات الفتح" هاجمت أول من أمس معسكر عواض الحكومي على بعد 12 كيلومتراً من كسلا، وسيطرت عليه واستولت على كمية كبيرة من الأسلحة والذخائر.