نيويورك، اديس ابابا، اسمرا، صنعاء - "الحياة"، أ ف ب، رويترز - أكدت وزارة الخارجية الاثيوبية استعداد اديس ابابا لاستئناف عمليات "الدفاع عن النفس" على رغم تجميد الغارات الجوية المتبادلة بين اثيوبيا واريتريا. واعتبرت ان الأزمة "تتفاقم ولا تنحسر" فيما وصل حوالى 800 اريتري أبعدتهم اثيوبيا الى منطقة الحدود بين البلدين، واعلنت اريتريا ان آلافا من مواطنيها يحتجزون حالىا في معسكرات اثيوبية. واتهمت البعثة الاثيوبية لدى الاممالمتحدة اسمرا بعدم سحب قواتها من أراضٍ أثيوبية، ورفضت الخارجية الاثيوبية في بيان اصدرته بعثتها في نيويورك ليل الثلثاء اعلان السلطات الاريترية ان تجميد الغارات الجوية الذي تم التوصل الىه بوساطة اميركية يشكل "خطوة ايجابية اولى نحو وقف الحرب". وأكدت ان "الازمة بين اثيوبيا واريتريا تتفاقم يوماً بعد يوم بدل من ان تنحسر". واضاف البيان ان "الحد الادني هو تحرير أراضي أثيوبيا". وإذا اقتنعت بأن لا فرص للسلام وان السلطات الاريترية اقفلت كل الابواب امام العقل، فانها ستمارس حقها المشروع في الدفاع عن النفس عبر استخدام كل الوسائل المتوافرة براً او جواً". واقترحت اسمرا على اثيوبيا اجراء مفاوضات مباشرة لكن اديس ابابا اعتبرت ان لا مجال لذلك قبل انسحاب القوات الاريترية من مواقع احتلتها مطلع ايار مايو الماضي في الاراضي المتنازع علىها. المبعدون من جهة اخرى، افادت وكالة الانباء الاريترية أمس ان ثمانمئة اريتري طردتهم السلطات الاثيوبية وصلوا الى مدينة ام حجر الحدودية جنوب غربي اريتريا. واوضحت ان "الآلاف من الاريتريين محتجزون في مخيم غيليلي في ضواحي اديس ابابا"، وان السلطات في اسمرا تجهل مصير الاريتريين الموقوفين في مدن ميكيلي وبحر - دار وديسي في شمال اثيوبيا. واكدت ان اسمرا قلقة على مصير مواطنيها وانها طالبت بنشر قائمة بالموقوفين. وتابعت الوكالة ان الحكومة الاريترية تشك في صحة عدد المهجّرين بسبب الحرب الذي قدرته اديس ابابا بنحو 300 ألف شخص وطلبت مساعدات تقدر بپ27 الف طن من الغذاء لاغاثتهم. وأضافت الوكالة: "بما ان الحكومة الاثيوبية معروفة بمبالغتها في الارقام فليس غريباً انها تستعد لتحويل المساعدة الانسانية لدعم مجهودها الحربي". الى ذلك قالت الناطقة باسم الحكومة الاثيوبية سيلوم تاديسي ان غالبية المبعدين من قياديي "جبهة التحرير الاريترية" الحاكمة في اسمرا، وانهم "اعتقلوا وابعدوا لأنهم كانوا يجمعون الاموال لدعم المجهود الحربي الاريتري او يتجسسون على اثيوبيا". وتردد ان بين المبعدين رجال اعمال اريتريين معروفين. وكانت السلطات الاثيوبية قررت سحب تراخيص حمل السلاح من جميع الاريتريين المقيمين على اراضيها. ويعيش حوالى 550 ألف اريتري في اثيوبيا خصوصاً في العاصمة وشمال البلاد المجاور لاريتريا. وقال اقارب بعض المبعدين ان الباصات المزدحمة وصلت الى الحدود بعد رحلة استمرت يومين، ومنع الجنود الاثيوبيون الصحافيين من التحدث الى المبعدين او الاقتراب منهم. وقال مصدر اثيوبي ان حكومته شكلت لجنة للنظر في مشكلة الاريتريين الذين ابعدوا من وظائف حساسة في اثيوبيا. وقررت اللجنة اعادة الموظفين الذين ليست لهم صلة بالحكومة الاريترية او "الجبهة الشعبية" الحاكمة في أسمرا. الرؤساء الافارقة على صعيد المبادرات الديبلوماسية اكد ديبلوماسي افريقي في اديس ابابا أمس ان وفداً من القادة الافارقة بدأ جولة على العاصمتين الاثيوبية والاريترية يأمل بأن "يسمع الصوت الافريقي" في النزاع بين البلدين الجارين. وتضم اللجنة التي شكلتها منظمة الوحدة الافريقية اثر قمة رؤساء الدول والحكومات في واغادوغو في 8 حزيران يونيو الجاري، رؤساء بوركينا فاسو بليز كومباوري الرئيس الحالى لمنظمة الوحدة ورواندا باستور بيزيمونغو لعلاقة بلاده بخطة السلام الاميركية -الرواندية، وزيمبابوي روبرت موغابي الرئيس السابق لمنظمة الوحدة ووزير خارجية جيبوتي محمد موسى شهم جيبوتي ترأس الهيئة الحكومية للتنمية. وأفادت مصادر ديبلوماسية عربية ان اللجنة ستجتمع الىوم مع الامين العام لمنظمة الوحدة سالم احمد سالم ورئيس الوزراء الاثيوبي ملس زيناوي، وستلتقي الجمعة الرئيس الاريتري اساياس افورقي قبل ان تعود الى أديس أبابا. الإمارات وناشدت دولة الإمارات اثيوبيا واريتريا أمس ان تحتكما الى المساعي السلمية لحل النزاع وان تستجيبا محاولات الوساطة. وأوضحت وكالة أنباء الامارات ان نائب رئيس مجلس الوزراء الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان استقبل وزير المواصلات مبعوث رئيس الوزراء الاثيوبي عبدالمجيد حسين وأكد له "ضرورة وقف القتال بين اثيوبيا واريتريا والاحتكام الى المساعي السلمية والتفاهم على حل المشاكل بين البلدين بالطرق السلمية والمفاوضات المباشرة". واجتمع وزير الدولة الاثيوبي في رئاسة الوزراء مولغيتا ألم سجد مع الرئيس الىمني علي عبدالله صالح في صنعاء وسلمه رسالة من زيناوي تناولت النزاع بين البلدين الجارين، والجهود المبذولة لحله. وأكد علي صالح حرص الىمن على حل النزاع سلماً بما يخدم امن منطقة القرن الافريقي واستقرارها ويؤمن الملاحة الدولية في البحر الاحمر. ووصل الى الرباط وزير الحكومات المحلية الاريتري محمود احمد محمود شريف في اطار جولة على عدد من دول المغرب العربي. وأوضح ناطق باسم الوفد الاريتري ان الوزير يحمل رسالة خطية من أفورقي الى الملك الحسن الثاني.