بغداد - أ ف ب، رويترز - اشادت صحيفة "العراق" أمس باستقالة منسق برنامج الاممالمتحدة للمساعدات الانسانية في العراق دنيس هاليداي، واعتبرت ان ذلك يشكل "ادانة واضحة للسلوك الاميركي البريطاني" تجاه العراق. وكتبت الصحيفة "ان استقالة السيد هاليداي قبل كل شيء تشكل ادانة واضحة للسلوك الاميركي البريطاني الطاغي على قرارات مجلس الامن تجاه العراق في ما يتعلق برفع الحصار او بمذكرة التفاهم، ويكشف بوضوح حجم التآمر الذي تقوده الدولتان ضد شعبنا". واعلن الثلثاء الماضي في نيويورك ان الايرلندي دنيس هاليداي 57 عاما الذي يشغل منصب الامين العام المساعد للامم المتحدة، سيتخلى في نهاية ايلول سبتمبر عن مهمته في بغداد التي يقوم بها منذ آب اغسطس الماضي وذلك "لأسباب شخصية". ورأت الصحيفة انه يجب على مسؤولين في الاممالمتحدة ان يتعظوا بموقف هاليدي، واضافت "اننا لا ننتظر هذا الموقف من ريتشارد بتلر رئيس اللجنة الدولية المكلفة ازالة اسلحة الدمار الشامل العراقية المحظورة او من سلفه رولف ايكيوس اللذين نعرف مواقفهما وسلوكهما وهدفهما لايذاء شعبنا وزيادة حجم معاناته في العلن والخفاء". وكان نسب الى هاليداي فضل اعطاء قوة دافعة الى برنامج "النفط للغذاء" الذي يسمح لبغداد بيع كميات من النفط العراقي لشراء مواد غذائية وإنسانية ضرورية للتخفيف من آثار الحظر الذي فرضته الاممالمتحدة على العراق بعد غزوه الكويت، لكن تقارير أفادت أن هاليداي شعر بالاحباط بسبب القيود التي يفرضها مجلس الامن وبعض مسؤولي الاممالمتحدة. الى ذلك ذكرت "وكالة الأنباء العراقية" امس أن العراق يعتبر ان بعض المنظمات الإنسانية التابعة للأمم المتحدة "فشلت" في تطبيق اتفاق "النفط للغذاء" في شمال العراق. وقالت الوكالة إن وزير الخارجية العراقي السيد محمد سعيد الصحاف بعث برسالة في هذا المعنى الى الامين العام للأمم المتحدة كوفي انان، أكد فيها أن "وكالات البرنامج الإنمائي واليونيسف واليونيسكو لم تحقق التزاماتها نيابة عن حكومة العراق في تنفيذ عقود الكهرباء والماء والمجاري والتربية". وكتب أن الحكومة العراقية تعتبر أن التشاور بين الهيئات الحكومية العراقية والوكالات المتخصصة التابعة للامم المتحدة ضروري للاتفاق على أفضل صيغة من شأنها تطبيق الاتفاق في المحافظات. وتنوي وكالات الاممالمتحدة تنفيذ هذا البرنامج في المحافظات الكردية في شمال العراق غير الخاضعة لسيطرة الحكومة المركزية العراقية منذ حرب الخليج 1991.
