بغداد، نيويورك - أ ف ب، رويترز - جددت بغداد حملتها على ريتشارد بتلر رئيس اللجنة الخاصة التابعة للأمم المتحدة المكلفة نزع اسلحة الدمار الشامل اونسكوم، وطالبت بتنحيه وبأن تنهي اللجنة مهماتها في العراق هذه السنة. وتزامنت هذه الحملة مع وصول فريق تفتيش يضم 50 خبيراً برئاسة الاميركي سكوت ريتر الى بغداد، ومغادرة الموفد الفرنسي برتران دوفورك العاصمة العراقية حيث اعلن ان الرئيس صدام حسين تعهد احترام الاتفاق الذي وقِّع مع الاممالمتحدة وصادق عليه مجلس الامن قبل ايام. وسيرسل صدام موفداً الى باريس لنقل رسالة الى الرئيس جاك شيراك. وشدد نائب الرئيس العراقي السيد طارق عزيز امس على ان نجاح تطبيق الاتفاق الذي يسمح للجنة الخاصة بتفتيش كل المواقع في العراق بما فيها القصور الرئاسية "يتوقف على الطريقة التي ستتصرف بها اللجنة". ونقلت صحيفة "الزوراء" الاسبوعية العراقية عن المستشار في مكتب الرئاسة عامر السعدي ان بتلر "غير أمين" مطالباً بأن يترك منصبه في اقرب وقت. وزاد ان العراق يسعى الى انهاء عمليات اللجنة الخاصة هذه السنة. واضاف السعدي، وهو احد كبار المفاوضين العراقيين في مجال الاسلحة الكيماوية، انه يرغب في ان يستقيل بتلر "غداً" لأنه "منحاز لا يمثل الهيئة الدولية في بياناته وسلوكه". واستدرك ان زيارة بتلر المقبلة لبغداد "ضرورية لأن عملاً كثيراً متوقف بانتظار وصوله" هذا الشهر. وتابع ان رئيس اونسكوم "تبنى في شكل مكشوف العداء لنا" في حين ان سلفه رالف اكيوس كان "اكثر ديبلوماسية" و"يتجنب الصدام". وذكر ان تصريحات بتلر "معادية واستفزازية وهو يمثّل اميركا وبريطانيا وليس الاممالمتحدة، ويتصرف تصرفات غير مقبولة وبعض تصريحاته لا ينم عن دراية كافية وهدفه تضليل الرأي العام". ورأى ان من الضروري ان يزور بتلر العراق "كل شهر لتذليل بعض الصعوبات والاشكالات". الى ذلك غادر الامين العام لوزارة الخارجية الفرنسي برتران دوفورك العراق امس في نهاية زيارة التقى خلالها الرئيس صدام حسين. واعلن الموفد الفرنسي بعد اللقاء الذي استمر ساعتين ليل الاربعاء ان صدام "اكد ارادة العراق تطبيق الاتفاق" مع الاممالمتحدة "في حال تطبيقه من كل الاطراف". واضاف دوفورك ان "السلطات العراقية تعهدت صراحة السماح لمفتشي اللجنة الخاصة بالوصول بلا عوائق الى كل المواقع التي ترغب في تفتيشها". واوضح المبعوث الفرنسي الذي سلّم صدام رسالة من الرئيس الفرنسي ان "الاتفاق يشكل مرحلة جديدة من التعاطي سواء من جانب السلطات العراقية او من جانب المجموعة الدولية". واشار الى ان "الاجراءات ستأخذ في الاعتبار سيادة العراق وكرامة شعبه خصوصاً عندما يتعلق الامر بتفتيش المواقع الرئاسية. يجب ان يكون الاتفاق مرحلة جديدة، ويجب ان يسجل تقدماً حاسماً في عملية ازالة اسلحة الدمار الشامل طبقاً لالتزامات العراق الدولية". واعتبر ان "العراق يستطيع الاندماج مجدداً في المجموعة الدولية لكن هذا الامر يتم بعد ان يحترم كل قواعد" مجلس الامن وقراراته. واستقبل الرئيس العراقي المبعوث الفرنسي في احد القصور الرئاسية قرب تكريت مسقط رأس صدام.