بغداد، واشنطن - أ ف ب، رويترز - أكد نائب رئيس الوزراء العراقي السيد طارق عزيز أمس ان التوصل الى اتفاق مع ريتشارد بتلر، رئيس اللجنة الخاصة التابعة للامم المتحدة المكلفة نزع أسلحة الدمار الشامل العراقية أونسكوم في شأن استعجاله إنهاء مهمات فرق التفتيش يعد "انفراجاً واسعاً" في التحقق من نزع الأسلحة العراقية. وأعلن الناطق باسم البيت الأبيض مايكل ماكوري مساء أمس ان الولاياتالمتحدة ستتخذ موقفاً من الحظر على العراق في تشرين الأول اكتوبر المقبل، وأضاف: "سنقوّم سلوك الحكومة العراقية، ونتمنى احتراماً تاماً لمجموعة من قرارات مجلس الأمن الدولي". وأكد أن الولاياتالمتحدة تبدي "درجة عالية من الثقة" برئيس اللجنة الخاصة. .وحذر نزار حمدون مندوب العراق لدى الاممالمتحدة من ان تبني مجلس الأمن قراراً يجعل اتفاق "النفط للغذاء" ذا طبيعة دائمة سيؤدي الى "انهيار كامل لبرنامج النفط للغذاء" وسيؤدي الى وقف ضخ نفط عراقي. وقال طارق عزيز ان الاتفاق على جدول زمني لإنهاء عمليات التحقق من نزع السلاح خلال بضعة شهور يمثل "انفراجاً واسعاً" وتعبيراً عن رغبة دولية متنامية في رفع الحظر. وأوضح ان مفتشي الأسلحة وافقوا على اسقاط القضايا الثانوية واستعجال تنفيذ جدول العمل الذي اكدوا انه سيمهد الطريق لإعلان خلو العراق من اسلحة الدمار الشامل في تشرين الأول اكتوبر المقبل. وابلغ طارق عزيز الصحافيين ان ذلك "يعبر عن إرادة الرأي العام العالمي، وأن العديد من شعوب العالم يقول كفى، وان العراق أصبح مؤهلاً لرفع الحظر، وتأجيل ذلك غير مقبول". ولم يدل بتفاصيل عن الاتفاق الذي ابرم مع بتلر في بغداد نهاية الاسبوع الماضي، ليحدد جدول عمل للعراق واللجنة الخاصة لفترة الشهرين المقبلين. لكنه ذكر ان الاتفاق مفصل جداً اذ ان اللجنة أوضحت فيه بالتحديد الاعمال المتبقية وتجنبت القضايا غير الضرورية المتعلقة بالصواريخ. وتابع ان "الاتفاق محدد بطبيعته ودقيق جداً، بمعنى انه يعد انفراجاً واسعاً لأن العراق كان يشكو دائماً من ان اللجنة لا توضح بالتحديد ما هي القضايا القليلة المتبقية. وهذا مهم للتمييز بين ما هو ضروري وما هو مهم، من أجل انهاء عملية نزع السلاح". مرونة وزاد ان اللجنة ابدت أخيراً قدراً من المرونة، اذ ان المفتشين وافقوا على معالجة بعض القضايا بعد اعلان وفاء العراق بالتزاماته المتعلقة بنزع السلاح، والانتقال من مرحلة التفتيش الى مرحلة المراقبة الدائمة. لكن ديبلوماسيين في بغداد أفادوا ان بتلر أبلغهم ان اللجنة والعراق "اتفقا في هذه المرحلة على عدم الاتفاق" في ما يتعلق بطلب "اونسكوم" تزويدها وثائق تثبت تدمير بغداد 300 طن من وقود الصواريخ. وكان بتلر ذكر ان التحقق من نزع العراق الصواريخ البعيدة المدى استكمل تقريباً، أما في المجال الكيماوي فلا تعتقد اللجنة انها تعرف كل شيء عن قدرة العراق على انتاج غاز الاعصاب "في اكس"، وفي مجال الأسلحة البيولوجية تؤكد انها تكاد لا تعرف شيئاً. وأوضح طارق عزيز ان الجانبين اتفقا على اسلوب جديد لمعالجة الملف البيولوجي. الى ذلك، أعلن طارق عزيز ان بلاده ترفض أي محاولة لتحويل اتفاق "النفط للغذاء" الذي يجدد كل ستة شهور بديل عن رفع الحظر. وأضاف ان الاتفاق لم يكن هدفه ان يكون حلاً طويل الأمد، بل هو "مشروع انساني موقت، وعلى هذا الاساس قبله العراق". وشدد على ان بغداد لا يمكن ان تقبل أي محاولة لتحويله الى مشروع دائم. وكان المسؤول العراقي يرد على سؤال عن مشروع قرار لمجلس الأمن اقترحته بريطانيا والبرتغال والسويد يسمح للعراق بشراء قطع غيار لمنشآته النفطية على ان تستمر خططه المتعلقة بمشتريات الغذاء وتوزيعه. وفي نيويورك حذر السفير نزار حمدون مجلس الأمن من ان تبنيه قراراً يجعل اتفاق "النفط للغذاء" ذا طبيعة دائمة سيؤدي الى "انهيار كامل" للاتفاق. وصرح في اعقاب اجتماعه مع رئيس المجلس وسفراء مجموعة الدول غير المنحازة الاعضاء في المجلس بأنه عبر عن قلق العراق من احتمال تبني مشروع قرار أميركي - بريطاني. واكد انه في حال تبني القرار "لن يكون العراق مستعداً للتعامل معه". وشدد على "الطبيعة الموقتة" للاتفاق. البيت الأبيض وقلل البيت الأبيض من أهمية تصريحات بتلر التي اعرب فيها عن ارتياحه الى "تعاون" العراق مع اللجنة الخاصة واعتبر ان "الضوء في نهاية النفق هو اليوم أكثر وضوحاً من أي وقت مضى". وقال الناطق باسم البيت الأبيض ليل الاثنين: "لا أهمية لأن نعرف ما اذا كان العراقيون قريبين جداً" من تنفيذ التزاماتهم. وزاد ان ما يهم هو معرفة "متى وما اذا كان" العراقيون ينفذون التزاماتهم، وقال: "هذا ما سننتظره لنرى"