أكدت القوات الصربية أمس أنها تفرض سيطرتها الكاملة على مدينة أوراخوفاتس على رغم تبادل متقطع للنار مع مقاتلي "جيش تحرير كوسوفو". وفي غضون ذلك أعلنت تيرانا تأييدها لألبان كوسوفو ودعتهم الى تجاوز خلافاتهم الداخلية والعمل معاً، في الوقت الذي اتهمتهم وزارة الخارجية الروسية "بإثارة" المعارك خلال اليومين الأخيرين مع القوات اليوغوسلافية على الحدود مع البانيا. واعربت موسكو عن قلقها من "اختراق" مجموعات مسلحة كبيرة للاراضي اليوغوسلافية انطلاقا من البانيا واعتبرت ان "الاعمال الاستفزازية المفضوحة التي يقوم بها المقاتلون الالبان" هي سبب المواجهات. ونقلت اذاعة تيرانا عن وزير الخارجية الألباني باسكال ميلو ان "الحرب التي عملت المساعي الديبلوماسية على منعها قد بدأت وان ألبانيا تعبّر عن تضامنها الاخوي مع ألبان كوسوفو وتدعم نضالهم العادل ضد التصفية العرقية التي تنفذها آلة الحرب الصربية.". واشار الى ان بلاده "تملك الوسائل اللازمة للدفاع عن وحدة وسلامة اراضيها في حال تصاعد التوتر مع الحدود مع يوغوسلافيا". جاء ذلك في وقت بدأ وزير الخارجية اليوناني تيودوروس بنغالوس زيارة الى تيرانا تستغرق يومين وصفتها مصادر ديبلوماسية في اثينا بأنها "تتعلق بالاخطار الناجمة عن التطورات الراهنة في كوسوفو والعلاقات الثنائية". من جهة اخرى تراجعت محاولة جيش تحرير كوسوفو للسيطرة على مدينة اوراخوفاتس بعد وصول تعزيزات عسكرية صربية كبيرة تساندها الدبابات والمدفعية الثقيلة. واشارت المعلومات التي وصلت العاصمة بريشتينا امس الى ان القوات الصربية تمكنت من ابعاد المقاتلين الألبان عن مركز شرطة المدينة الا ان مجموعات ألبانية متحصنة في مباني البريد والمستشفى ومدرسة المدينة وعدد من البيوت واصلت المقاومة واندلعت الحرائق في اماكن متفرقة من المدينة استهدفتها القذائف الصربية بينما هرب الكثير من السكان الى اماكن اخرى في الاقليم وخارجه الى البانيا والجبل الاسود. وذكرت صحيفة "داناس" المستقلة الصادرة في بلغراد امس ان الحكومة الصربية "قررت البدء بنقل افضل وحدات شرطتها الى كوسوفو" ونقلت عن مصادر قريبة من وزارة الداخلية الصربية ان هذه الوحدات "تتكون من مدراء الشعب وافراد الشرطة ذوي الخبرة الطويلة". واشارت الى ان هذا الاجراء "جاء نتيجة التوقعات بأن يهاجم جيش تحرير كوسوفو بريشتينا ومدناً رئيسية اخرى".