اخذت المعارك في كوسوفو تقترب من بريشتينا عاصمة الاقليم فيما وسع جيش تحرير كوسوفو نطاق عملياته. وجاء ذلك وسط معلومات عن تزايد التأييد الشعبي لهذا الجيش على حساب شعبية القيادة السياسية التقليدية للألبان في الاقليم التي التزمت النضال السلمي في تحقيق الاستقلال. وفي غضون ذلك، استأنف المبعوث الاميركي ريتشارد هولبروك محادثاته امس الاثنين مع الرئيس اليوغوسلافي سلوبودان ميلوشيفيتش بعد اتصالات اجراها في كل من بريشتينا وتيرانا في اطار محاولته الرامية الى تجنب وقوع مزيد من اعمال العنف في كوسوفو. وأعربت مصادر ديبلوماسية في بلغراد عن اعتقادها ان الأمور خرجت عن سيطرة زعيم البان كوسوفو ابراهيم روغوفا ما يجعل اي تنازلات يقدم عليها تحت ضغوط دولية "غير مجدية في تهدئة الصراع ما دامت ستواجه بالرفض على صعيد الشعب الذي اصبح يميل نحو الخيار العسكري لتحقيق الاستقلال". وحذّر وزير الدفاع اليوناني اكيس تسوهاتسو بولوس امس من خطورة الوضع في كوسوفو وذلك خلال الاجتماع النصف السنوي لمجلس اتحاد أوروبا الغربية الذي عقد في جزيرة رودس اليونانية حضره وزراء الخارجية والدفاع من 28 دولة عضوة في الاتحاد. وقال الوزير اليوناني ان "مشكلة كوسوفو قد تتحول الى الأزمة الاكبر والأسوأ في البلقان منذ انهيار الشيوعية وتصبح اكثر مأساوية مما حصل في البوسنة اضافة الى ما سينجم عنها من عواقب وخيمة على كل من مقدونيا وألبانيا". وتصاعدت حدة المعارك في انحاء كوسوفو امس وذكر شهود ان مناطق واسعة في جنوب العاصمة وغربها أصبحت تحت سيطرة جيش تحرير كوسوفو. وواجهت القوات الصربية نيرانا كثيفة من داخل الغابات حيث يختبئ المقاتلون الألبان الذين فشلت في اختراق تحصيناتهم. وأفاد المركز الاعلامي الألباني في كوسوفو امس ان القوات الصربية "قصفت أربع قرى في منطقة درينيتسا وواصلت عمليات الاعتداء والتفتيش في القرى الألبانية الواقعة على جانبي الطريق السريع، بذريعة البحث عن المقاتلين. واعتقلت العشرات من السكان المدنيين". وذكر تلفزيون بلغراد امس ان مقاتلي جيش تحرير كوسوفو هاجموا دوريات الشرطة في الطريق الذي يربط بريشتينا بمدينة بيتش ما ادى الى اصابة ثلاثة من افرادها بجروح. وتم اغلاق المحطة الكهرومائية الواقعة على بعد 12 كلومتراً من مدينة ديتشاني خشية تعرضها لاعتداءات. وأضاف التلفزيون ان محاكمات بدأت في حق 13 شخصاً من البان كوسوفو بتهمة المشاركة في تهريب الأسلحة من البانيا الى كوسوفو والقيام بعمليات مسلحة ضد مراكز الشرطة في بلدية ديتشاني. وتغيب ثلاثة من هؤلاء عن المحاكمة فيما يجري الاعداد لتقديم سبعة آخرين الى المحاكمة تم اعتقالهم بعد مقتل احد افراد الشرطة الصربية في مدينة ميتروفيتسا في السادس من الشهر الجاري. وأفادت مصادر ديبلوماسية في البلقان ان جيش تحرير كوسوفو تلقى امدادات تسليحية قوية عبر الحدود من البانيا. وأضافت هذه المصادر ان المقاتلين الألبان يتهيأون لحرب عنيفة يفتحون خلالها جبهات جديدة ضد القوات الصربية في جميع انحاء كوسوفو. على صعيد آخر، اجرى المبعوث الاميركي ريتشارد هولبروك والوفد المرافق له جولة جديدة من المحادثات في بلغراد امس مع الرئيس ميلوشيفيتش. وذكر تلفزيون بلغراد ان المحادثات تناولت نتائج لقاءات هولبروك مع زعماء الألبان في كل من كوسوفو وألبانيا. ونقل التلفزيون عن هولبروك قوله ان "الوضع في كوسوفو محفوف بالمخاطر" وان رئيس وزراء البانيا فاتوس نانو اكد للوفد الاميركي ان بلاده "تدين الارهاب ولا تسمح به". وذكر مراقبون في بلغراد ان ميلوشيفيتش قال للوفد الاميركي انه "في حال عودة يوغوسلافيا الى منظمة الأمن والتعاون الأوروبية فان فرصاً ستتوفر لايجاد حل لقضية الوساطة الدولية في كوسوفو". ورد هولبروك عليه انه "في حال تنفيذ مطالب مجموعة الاتصال فإن المجال سيكون متوفراً لعودة يوغوسلافيا الى المجتمع الدولي".