تزايد عدد السكان الفارين من مناطق الاشتباكات في اقليم كوسوفو واعرب مسؤولون في منظمات الاغاثة الدولية عن قلقهم بسبب المشاكل الامنية والصحية التي تعترض مهماتهم الانسانية داخل الاقليم وخارجه. واشار ديبلوماسيون غربيون في بلغراد الى زيارة لم يكشف النقاب عنها قام بها السفير الاميركي في مقدونيا كريستوفر هيل الى بريشتينا مطلع الاسبوع الجاري ابلغ خلالها القيادات الألبانية في كوسوفو قرار الادارة الاميركية وجوب بقاء الاقليم الى جانب صربيا والجبل الاسود ضمن حدود يوغوسلافيا الحالية "التي ينبغي عدم تغييرها". وذكرت صحيفة "داناس" المستقلة الصادرة في بلغراد امس الاربعاء عن مصادر مطلعة ان التوصية التي نقلها هيل بعدم قبول الولاياتالمتحدة استخدام "العنف" لحسم الاوضاع في الاقليم "موجهة الى جيش تحرير كوسوفو". وتزامنت المهمة الجديدة للسفير هيل الذي عهدت اليه مجموعة الاتصال الدولية ملف كوسوفو مع تصريح الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية الاميركي جيمس روبن الذي افاد ان "المجتمع الدولي لا يقبل ابداً باستقلال اقليم كوسوفو او ضم اراضيه إلى البانيا" مشدداً على رفض واشنطن فكرة قيام "ألبانيا كبرى". واعتبر مراقبون ان الضغوط الشديدة التي صدرت اخيراً عن الادارة الاميركية ضد ألبان كوسوفو وتهديدها بقطع طرق امدادات جيش التحرير الخارجية عبر ألبانيا جاءت اثر اتصالات بين الرئيسين الاميركي بيل كلينتون والروسي بوريس يلتسن في اعقاب اتفاق موسكو في 16 حزيران يونيو الماضي مع الرئيس سلوبودان ميلوشيفيتش ويبدو ان الادارة الاميركية اعتبرته مناسباً لحل مشكلة كوسوفو. وتشير معلومات اوردتها صحف بلغراد أمس الى ان زيارة الرئيس التركي سليمان ديميريل لألبانيا في اليومين الماضيين جاءت ضمن الضغوط الهادفة الى تخلي البان كوسوفو عن الاستقلال "خصوصاً ان الزعيم الألباني ابراهيم روغوفا طلب مقابلة الرئيس التركي في اقرب وقت، ما يعني ان ديميريل يقوم بوساطة عهدتها اليه واشنطن بسبب تأثير تركيا على الألبان". ولا يستبعد مراقبون ان يكون سكوت الغرب الراهن عن الهجمات الصربية على معاقل المقاتلين الألبان في مناطق كوسوفو القريبة من الحدود مع البانيا دليلاً على الضوء الاخضر الذي قدمه الوسيط الاميركي ريتشارد هولبروك الى ميلوشيفيتش "بهدف ارغام جيش تحرير كوسوفو على وقف القتال مقابل قبول ميلوشيفيتش بخطة اميركية - روسية لنوع من الحكم الذاتي في الاقليم". وجاءت هذه التطورات في وقت وصل امس الاربعاء الى بلغراد وفد منظمة الامن والتعاون الاوروبية برئاسة الديبلوماسي الالماني هانز ييرغع ايف الذي عمل سفيراً لبلاده في يوغوسلافيا وعضوية ممثلين عن بولندا والنروج والدنمارك والنمسا. وافاد رئيسه ان الوفد سيقدم تقريراً الى اجتماع المنظمة الدوري في 23 تموز يوليو الجاري. في شأن المحادثات التي يجريها مع مسؤولين في بلغراد وبريشتينا كوسوفو وبودغوريتسا الجبل الاسود تتركز على "عودة يوغوسلافيا الى عضوية المنظمة الاوروبية مقابل قبول بلغراد بمهمة الوسيط رئيس الوزراء الاسباني السابق فيليبي غونزاليس وفتح مقرات دائمة للمنظمة في اقليم كوسوفو ومنطقة السنجاق ومقاطعة فويفودينا". واعتبر جيش تحرير كوسوفو الاقتراحات الدولية الاخيرة لتسوية الاوضاع في كوسوفو منحازة الى جانب حكومة بلغراد. ووصف القائد الميداني في هذا التنظيم لوم خاجيا، ان "هولبروك تحدث عن السلام تحت سلطة الصرب ولم يتطرق الى الحرية التي يريدها الألبان في حين ان مجموعة تسعى الى تخفيف الضغوط الدولية عن بلغراد". وحذر الناطق باسم منظمة شؤون اللاجئين التابعة للامم المتحدة كريس يانوفسكي من مخاطر زيادة نزوح السكان من كوسوفو الى ألبانيا والجبل الاسود بسبب تصاعد المعارك في الاقليم وعجز منظمات الاغاثة عن مساعدتهم.