أجرى المبعوث الأميركي ريتشارد هولبروك محادثات مع قادة الأطراف المعنية بالأزمة في كوسوفو، والتقى أمس زعيم الألبان في الاقليم إبراهيم روغوفا بعد محادثاته مع الرئيس اليوغوسلافي سلوبودان ميلوشيفيتش. ورغم نفي هولبروك، الذي يعتبر عرّاب اتفاق السلام في البوسنة، أن تكون لديه مبادرة جاهزة لحل الأزمة، فإن مصادر ديبلوماسية وإعلامية في البلقان تحدثت أمس عن شرط تمسكت به بلغراد وهو تخلي الألبان عن مطلبهم استقلال الأقليم في مقابل بدء الحوار مع قادتهم. وعزز هذه التكهنات تصريح نقلته اذاعة بلغراد أمس الأحد عن نائب رئيس الاتحاد الديموقراطي لألبان كوسوفو فهمي أغاني الذي يرأس فريقاً للمفاوضات شكله روغوفا. وجاء في التصريح ان القيادة الألبانية "لا تضع المطالبة باستقلال كوسوفو شرطاً مسبقاً للحوار مع الجانب الصربي على رغم أن الاستقلال هو الحل الأفضل للمشكلة بالنسبة للأطراف جميعها بما في ذلك بلغراد". ودعا أغاني الحكومة اليوغوسلافية إلى التخلي عن موقفها القائل إن مشكلة كوسوفو هي من شؤون صربيا الداخلية "لأن هذه القضية خرجت عن نطاق الشؤون الصربية وأصبحت دولية". لكن مصادر ديبلوماسية في بلغراد ترى أن تخلي القيادة السياسية الألبانية عن الاستقلال سيواجه برد فعل عنيف من قبل "جيش تحرير كوسوفو" الذي "لا تملك القيادة السياسية السيطرة عليه والذي يسيطر على أراضٍ واسعة جنوب غربي الاقليم ووسطه". ووصفت المصادر نفسها جولة هولبروك بأنها الفرصة الأخيرة للوساطة الدولية. ورجحت أن تتمخض جهود المبعوث الأميركي عن مساومات بينها، عودة بلغراد إلى عضوية منظمة الأمن والتعاون الأوروبية في مقابل قبولها بوساطة غير علنية للمنظمة في حل مشكلة كوسوفو. وكان "جيش تحرير كوسوفو" أصدر بياناً أوضح فيه رفضه لنتائج أي مفاوضات بشأن الاقليم لا يكون طرفاً مشاركاً فيها. وأكد أنه لن يقبل بأي حل لا يحقق الاستقلال التام". ويعود هولبروك اليوم الاثنين إلى بلغراد مواصلاً جولته المكوكية للاجتماع للمرة الثانية مع ميلوشيفيتش واطلاعه على رد كل من ممثلي ألبان كوسوفو، الذين اجتمع بهم ظهر أمس في العاصمة بريشتينا ورئيس حكومة البانيا فاتوس نانو، الذي التقى به في تيرانا مساء أمس. ويرافق هولبروك في جولته كل من المبعوث الأميركي الخاص إلى منطقة البلقان روبرت غيلبارد والسفير في وزارة الخارجية الأميركية كريستوفر هيل.