تحدى الرئيس اليوغوسلافي سلوبودان ميلوشيفيتش الغرب واتهم دولاً اجنبية بدعم من وصفهم بالارهابيين وأكد عزم قواته المسلحة على مواصلة عملياتها في كوسوفو. جاء ذلك في وقت واصل المجتمع الدولي درس خياراته لوقف الهجمات العسكرية الصربية ضد السكان الالبان في الاقليم. وقال الرئيس الاميركي بيل كلينتون انه "فوض حلف شمال الاطلسي لوضع خطة لاتخاذ اجراء عسكري محتمل في كوسوفو لمنع وقوع عمليات تطهير عرقي ضد السكان الألبان في الاقليم". ودان وزير الدفاع الاميركي ويليام كوهين عمليات تدمير قرى الالبان وارغام آلاف المدنيين على النزوح عن ديارهم. ورفض كوهين وهو في طريقه الى ايطاليا ان يفصح عن طبيعة الخيارات العسكرية موضع البحث لكنه قال "ان الديبلوماسية هي الخيار الافضل من اجل السلام في كوسوفو". ويعقد وزراء دفاع دول حلف شمال الاطلسي اجتماعاً في بروكسيل اليوم "للنظر في الخيارات المتاحة". ويجري التداول في مجلس الامن في شأن مشروع قرار بريطاني باتخاذ اجراءات عسكرية لمعالجة الوضع في كوسوفو، وذكر ديبلوماسيون في نيويورك "ان روسيا اوضحت خلال اجتماع ضم ممثلي دول مجموعة الاتصال ان القرار الذي طلبته بريطانيا منحاز الى البان كوسوفو". ووصل امس الى بلغراد وزير الدولة البريطاني توني لويد في مستهل جولة تشمل ايضاً بريشتينا وبودغوريتسا عاصمة الجبل الاسود ووصف في تصريح له مهمته بأنها "تهدف الى ايجاد سبيل لانهاء الوضع الصعب في كوسوفو". ومن جانبه اكد الرئيس اليوغوسلافي سلوبودان ميلوشيفيتش عزم حكومته على "مواصلة التصدي بحزم للارهابيين الانفصاليين في اقليم كوسوفو". واضاف في اجتماع مجلس الدفاع اليوغوسلافي الاعلى الذي هو اعلى هيئة قيادية عسكرية في يوغوسلافيا امس "ان السلطة الصربية حققت نجاحاً مهماً في ملاحقة الارهاب الالباني الذي يحظى بمساندة بعض الدول الغربية ويرمي الى اقامة دولة البانيا الكبرى من خلال تحطيم يوغوسلافيا". واتهم ميلوشيفيتش البانيا باتخاذ موقف عدائي ضد يوغوسلافيا "من خلال دعم الارهاب ووضع مستودعات اسلحتها القريبة من المناطق الحدودية مع كوسوفو تحت تصرف الجماعات الانفصالية". وأثنى على قوات الشرطة ووحدات الجيش التي "حطمت المجموعات الارهابية واتخذت اجراءات حازمة لمحاصرة الطرق الحدودية والداخلية التي تستخدمها في تهريب الاسلحة". واشار الى ان "القوات الصربية تعمل الآن على توفير الظروف المناسبة لعودة السكان النازحين واشاعة الاجواء اللازمة لحل ازمة كوسوفو عن طريق الحوار على رغم الخلافات العميقة بين البان كوسوفو والسلطات الصربية". وذكرت معلومات توفرت في بلغراد ان رئيس الجبل الاسود ميلو جوكانوفيتش الذي حضر الاجتماع ممثلاً جمهوريته دخل في نقاش حاد مع ميلوشيفيتش واعضاء المجلس العسكري الاخرين منتقداً اساليب العنف في كوسوفو وموقف حكومة بلغراد من الوساطة الدولية. وشهدت مدن عدة في جمهورية الجبل الاسود امس تظاهرات ضد ارسال المجندين من الجمهورية الى اقليم كوسوفو.