أكد الأمين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصرالله أمس ان "قضية الطيار الإسرائيلي رون أراد الذي سقطت طائرته في لبنان عام 1986 وأَسرته "حركة أمل"، تبقى لغزاً حقيقياً"، نافياً "ان يكون للحزب معلومات عن مكان وجوده، وهل هو ميت أو حي". وأشار الى ان المعطيات التي تحدث عنها ابان عملية التبادل الأخيرة "لا علاقة لها بالطيار الإسرائيلي انما بالمقاومين وقدرتهم على الضغط على اسرائيل لتحرير بقية الأسرى". وأضاف في حديث اذاعي "انا شخصياً اهتممت بالموضوع مع مجموعة من الاخوان وأجرينا تحقيقات عن المكان الذي كان فيه الطيار آخر مرة وفي يد من كان، وما هي الظروف التي أحاطت بفقدانه، ووصلنا الى استنتاج من الوقائع انه رجل مفقود". واعتبر "ان لا أحد يمكنه أن يجزم هل هو مفقود حياً أو ميتاً. ولكن عندما فُقِدَ كان حياً". ورفض ان تتحول لجنة تفاهم نيسان ابريل "لجنة تفاهم عسكرية". وقال "ان المطلوب ان يمارس طرفا اللجنة الفرنسي والأميركي، ضغطاً على اسرائيل لالزامها بنود التفاهم". وعن الكلام الاعلامي على سلاح جديد ستستخدمه اسرائيل ضد المقاومين، أجاب "قرأت عن الموضوع ولم أبلغ شيئاً من هذا النوع ميدانياً". وتناول اكتشاف شبكة تجسس لمصلحة اسرائيل فقال "ان الحزب هدف دائم لشبكات التجسس"، منتقداً "الحديث عن استهداف طوائف وفئات معينة في الاعتقالات الأخيرة". ودعا المسؤولين السياسيين والروحيين الى "عدم التدخل للضغط من أجل اطلاق احد". وأكد "وجود محاولات من هذا النوع". وتحدث عن المؤتمر الثالث للحزب الذي يعد له محدداً جديده بانتخاب قيادة جديدة من دون ان يستبعد اعادة انتخابه مع اجراء تطويرات تنظيمية وتأكيد المضي في الخط السياسي القائم. ورفض الدخول في الأسماء المطروحة لرئاسة الجمهورية. واعتبر "ان الصفة العسكرية أو الحزبية لا تشكل أهمية إذا توافرت صفات النزاهة والوطنية والتفاهم مع سورية، وهدف بناء المؤسسات"، مشيداً بمواقف قائد الجيش اللبناني العماد اميل لحود، ومعتبراً "ان امكان التفاهم والتعاون معه ممكنة أكثر". وقال "ان حزب الله لا يقرأ وصول العماد لحود الى سدة الرئاسة سلبياً". وأضاف "حتى الآن العماد لحود ليس رئيساً بل قائد للجيش، ولكن لا شك في ان المبادرات التي اتخذها حيال المقاومة أو على المستوى الوطني العام في موضوع الجنوب والبقاع الغربي والخطاب السياسي المعتمد لدى الجيش من خلال البيان الدوري والعقيدة القتالية والحديث عن العدو الإسرائيلي، كلها نقاط ايجابية. ولا شيء نهائياً يدعو "حزب الله" الى القلق فيما لو وصل العماد لحود الى سدة الرئاسة". وأكد "ان الحزب لن يشارك في حكومة من طراز الحكومة القائمة الآن". وكان نصرالله كرّم عناصر من القوة الخاصة. ووحدة الاسناد الناري في المقاومة الإسلامية الذين نفذوا اقتحام موقع حداثا الإسرائيلي قبل أيام، في حضور مسؤولين من الحزب. وقدم اليهم دروعاً، مثنياً على جهود مصوّري الاعلام الحربي لما لعملهم من أهمية على صعيد التأثير النفسي والمعنوي السلبي في قوات الاحتلال الصهيوني، ولما له من تأثير ايجابي لدى شعبنا وأمتنا". وألقى المسؤول العسكري المركزي للمقاومة الإسلامية كلمة ركز فيها على اهمية العملية منوهاً بجهود المقاتلين. احتفال "الشيوعي" الى ذلك، اقام الحزب الشيوعي اللبناني امس احتفالاً في ملعب حبيب أبو شهلا في بيروت لمناسبة تقديم وسام لجنة الدفاع عن الحريات وحقوق الانسان في فرنسا والعالم الى الاسيرة سهى بشارة وهي معلمة مدرسة وتضامناً مع المعتقلين في سجون الاحتلال وعملائه وتكريماً للاسرى المحررين ووفاء للشهداء. بعد تقديم فني للفنان مرسيل خليفة تحدث وزير التربية جان عبيد معتبراً ان "في مسيرة سهى بشارة في ميدان التعليم انها علّمت الكثير. ولكن ابلغ ما علّمته عندما كُلفت تلك العملية محاولة اغتيال قائد "جيش لبنان الجنوبي" الموالي لإسرائيل، أنطوان لحد وأبلغ دروسها الاسر. وعلّمت ان العدو لا يفرّق بيننا فيما نفرّق نحن بين انفسنا وعلّمت ان ما يجب ان نشغل به انفسنا يجب ان يكون التوجه الى الجنوب". ثم ألقى الشاعر شوقي بزيع كلمة توجه بها الى الاسرى المحررين والمعتقلين فأثنى على بطولاتهم وانتقد انشغالات اهل الحكم المحلية. وبعدما ادى زياد الرحباني اغنيتين، تحدث محامية بعض الاسرى اللبنانيين في السجون الاسرائيلية الفرنسية مونيك بيكارويل، التي قدمت الوسام الى والدي سهى بشارة، معبّرة عن فرحها برؤية الاسرى المحررين. وقالت "أولئك الذين لم ارهم الا وراء قضبان احد سجون اسرائيل". وأكدت ان "الانتصار حتمي وان كان مجتزأ حتى الآن"، داعية الى ان يكون اللقاء امس "نداء لتطوير المعركة التي نخوضها لتحرير كل الاسرى". وأضافت "في انتظار لحظة اللقاء نتابع النضال، فإذا لم يتحرر أنور ياسين فسنذهب الى عسقلان وسنوجد الحدث" داعية الى "العمل على هدم كل المعتقلات". وأكد والد سهى بشارة ان "هذا اللقاء هو احد مظاهر التضامن مع الاسرى". واعتبر ان "الوسام ليس لسهى وحدها بل لكل الاسرى والشهداء والمناضلين". واعتبر الاسير المحرر علي حمدون باسم رفاقه ان "السبيل الوحيد لتحرير كل الاسرى اعادة تفجير المقاومة الوطنية، وهي قضية لا تقبل مجادلات ومساومات"، وأكد ان "العودة من الاسر هي مواصلة للمقاومة". ثم تحدث الامين العام للحزب الشيوعي فاروق دحروج فأكد "خيار المقاومة التي تناقلت راياتها قوى عدة كمنطلق حقيقي لإعادة بناء وحدة وطنية جديدة". ورأى ان "هذا المطلب يصبح اكثر الحاحاً في ظل التوازن العالمي الراهن اذ يختصر قرار واحد كل القرارات". واعتبر ان "ابعاد المناورة الاسرائيلية على القرار الدولي الرقم 425 انكشفت وتبين انها كانت خديعة تستهدف الرأي العام العالمي". ودعا الى "الوقف الفوري للتطبيع مع اسرائيل ووضع حد لسياسة الهرولة". وقال للمحررين آسفاً "لأنه لن يستطيع ان يزيل عنهم الواقع المرير، لأن الوطن الذي قاتلوا من اجل حريته لا يزال يحتاج الى مزيد من النضال والحريات"، لافتاً الى المشكلات الاجتماعية والمعيشية التي يرزح تحتها المواطن. وتحدثت فيوليت ضاهر باسم اهالي المخطوفين والمفقودين اللبنانيين الذين تنفي اسرائيل وجودهم لديها، فيما يؤكد الصليب الاحمر الدولي والمحررون ذلك. وحيّا الامين العام للحزب الشيوعي السوري يوسف فيصل الذي شارك في المهرجان مع وفد سوري "المناضلة الاسيرة" سهى بشارة. ورأى ان "الاحتفال تعبير عن موقف الحزب الشيوعي اللبناني من قضية التحرير والمقاومة وتأكيد ان المقاومة وطنية لبنان تشارك فيها كل القوى والفاعليات". الوضع الميداني وفي الجنوب، اطلق زورق حربي اسرائيلي النار على مركب صيد ينقل ثلاثة صيادين قبالة شاطئ المنصوري، فأصابه برصاصات عدة ونجا الصيادون. ونسفت القوات الاسرائيلية ثلاثة منازل في الحارة الشرقية لبلدة كفرتبنيت النبطية واستخدمت الجرافات لإزالة ما تبقى منها وسوّتها بالارض.