أعلن الأمين العام لپ"حزب الله" السيد حسن نصرالله ان الولاياتالمتحدة "تتحمّل المسؤولية المباشرة الناجمة عن الاحتلال الصهيوني لأرضنا وكل المآسي التي تسبب بها". وقال "ان كل المشاريع الصهيونية المكشوفة والغامضة التي تأتي في سياق القرار الرقم 425، وأياً يكن الموفدون والوسطاء، مرفوضة". وأثنى على رفض رئيس الجمهورية الياس الهراوي استقبال "الزائرة الاميركية الماكرة" دانيال بلاتكيه، مساعدة رئيس لجنة الشؤون الخارجية في الكونغرس الاميركي التي "وجّهت سيلاً من الاهانات الى لبنان واللبنانيين". وقال: "ان الديبلوماسية الاميركية وأوكار استخباراتها وتهديداتها المكشوفة ودسائسها المحاكة لن تفلح في فك وشائج المصير الواحد بين لبنان وسورية". جاء كلام نصرالله في الغداء التكريمي السنوي للإعلاميين الذي نظمته الوحدة الاعلامية المركزية في "حزب الله" في فندق "كومودور" في الحمراء، لمناسبة "اسبوع المقاومة الاسلامية"، في حضور جمع من الاعلاميين، في مقدمهم وزير الاعلام باسم السبع وممثل لوزير الاعلام السوري محمد سلمان ونقيبي الصحافة محمد البعلبكي والمحررين ملحم كرم ونواب وشخصيات. وتحدث المسؤول الاعلامي في الحزب المهندس نايف كريّم الذي اقترح "تأسيس محطة تلفزيونية فضائية موجّهة الى مجتمع العدو تبث باللغة العبرية بعد ان نوسع بثنا الفضائي السياسي باللغة العربية". ونوّه السبع "بالتلاحم بين الاعلام والمقاومة"، وانتقد في شدة المبعوثة الاميركية بلاتكيه، وقال: "ان لبنان في غنى عن النصائح التي تُسدى اليه من بعض الدول، وهو لن يؤخذ بالتالي بديبلوماسية السيقان ظهرت بلاتكيه في صورٍ كثيرة بتنورة قصيرة التي وردت علينا قبل ايام، ويراد من خلالها للبنان ان يشارك في سباق الهرولة الى التطبيع الكامل مع اسرائيل". وأضاف "ان لبنان يرفض كل المحاولات التي تسيء الى الوجود السوري على ارضه". وتحدث السيد نصرالله فشكر للإعلام "مهمته ودوره في دعم المقاومة وتكوين رأي عام لبناني موحد حيال قضيتها وقضية التحرير". وطالب "بأن يكون التعريف بالمقاومة في العالم وإظهار مظلومية الشعب اللبناني وبشاعة الاعتداءات الصهيونية وفداحة ما تخلّفه، وكذلك المطالبة بالافراج عن الاسرى والمعتقلين، بنداً اساسياً في جدول اعمال زيارات المسؤولين اللبنانيين للخارج، وفي جدول اعمال اي وفد اجنبي يزور لبنان". وأضاف: "تعرفون ان كل وفد اجنبي يزور فلسطينالمحتلة يطرح عليه المسؤولون الاسرائيليون قضية الطيار الاسرائيلي المفقود رون آراد، نريد ان نسمع حين يزور وفد اجنبي لبنان ان قضية سهى بشارة والشيخ عبدالكريم عبيد ومصطفى الديراني طرحت". ودعا الدولة الى "ادراج قضية المقاومة والتحرير في صلب المنهج التربوي في المدارس والجامعات، مع تقديرنا للمبادرة الاخيرة لوزير التربية جان عبيد في هذا الاطار". كذلك دعاها الى "اقرار قانون يعكس الموقف الموحد للشعب اللبناني ويحمي المؤسسات السياسية والاعلامية والثقافية من احتمالات آثار التطبيع، تتوحد من خلاله المصطلحات ويعتبر العدو عدواً والصديق صديقاً والاحتلال احتلالاً". وأشار السيد نصرالله الى "ان الحريات العامة تعرضت اخيراً من جانب السلطة لبعض الانتهاكات المؤذية لسمعة لبنان ونظامه السياسي اولاً، ولحرية الافراد والمجموعات في التعبير عن رأيها، وأشير بذلك، خصوصاً، الى قرار وقف نشرات الاخبار والبرامج السياسية عن البث الفضائي". وقال: "ان الجميع يعلم الدور المفيد الذي أدّاه البث الفضائي الموحّد اثناء عدوان عناقيد الغضب لدحض المزاعم الصهيونية وتجييش الرأي العام العربي والدولي لمصلحة لبنان. فغياب البث الفضائي السياسي بمقدار ما يعكس ضيق صدر السلطة بالرأي الآخر، يعيق لبنان والمقاومة عن التواصل مع الخارج ومع الجاليات اللبنانية الكبيرة خارج لبنان، ويفسح في المجال لأكثر من صوت بالتشويش على لبنان والمقاومة معاً". وحذّر من "المشاريع السياسية الاسرائيلية المفخخة الهادفة الى تفتيت الموقف اللبناني الرسمي والشعبي الموحد وإشاعة مناخ معاد لسورية في لبنان، وتوفير الظروف المناسبة لفتن الليل وأصابع المكيدة والعبث بالأمن والسلم الاهلي. وفي غمرة المشاريع الصهيونية من لبنان اولاً الى تطبيق القرار الرقم 425، بحسب الشروط الصهيونية، يأتي الموفدون الدوليون والأوروبيون والأميركيون منهم خصوصاً تحت عنوان الوساطة او استطلاع الآراء او اسداء النصائح، او توجيه الاهانات، يستكملون الحلقات الناقصة وينسجون الأوهام ويحيكون الوعود والوعيد، فيما تتطاول اعناق البعض الباحثين عن دور او المنتظرين من زمان مثل هذا الدور. وفي اليومين الاخيرين، تناهى كلام بالغ الوقاحة والأذى بكرامة لبنان واللبنانيين يهمني ان اشير بسببه الى ان الموفدين الاميركيين لم يكونوا يوماً محايدين او وسطاء، بل كانوا دائماً سبباً في نعيق البوم في الخراب، وصانعين للفتنة والدمار، وأداة سياسية وديبلوماسية تسبق آلة القتل الصهيونية او تحصد نتائجها العملية لمصلحة اسرائيل". ولفت الى "ان الديبلوماسية الاميركية تهددنا بأن لبنان سيدفع الثمن ما لم يقبل بالشروط الاسرائيلية لتنفيذ القرار 425، وتترافق هذه التهديدات مع استعراض القوة في الخليج، بهدف قتل الروح المعنوية وتطويق الارادة العربية، الذي عبّر عن نفسه سلباً في الدوحة وإيجاباً في طهران".